وأن لا يتصف بأخس الحيوانات التي تترك الطيبات وتتبع الخبيثات، وأن يهب الخطأ للإصابة؛ ويدفع بالحسنة السيئة، فهذه بضاعة المؤلف المزجاة تعرض عليك، وموليته الكريمة تساق إليك، فإن وافقت كفوًا كريمًا، لم تعدم منه قبولًا وإحسانًا، أو ردًا جميلًا إن كان خطها احتقارًا أو استهجانًا {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[التوبة: ١٠٥].
وقد قنع المؤلف بدعوة صالحة يفوز بها في الآخرة، وتستر عليه الباطنة والظاهرة، والمؤمن يستر وينصح، والمنافق يهتك ويفضح، وقد ظهر تاريخنا بثوبه الذي ألجأت إليه الضرورة، فتارةً تجد فيه ترغيبًا وترهيبًا، وأخرى تأخذ من نوادره وملحه نصيبًا، فإن شئت وجدته واعظًا وناصحًا، وإن أردت وجدته لنيل نصيبك من الدنيا مانحًا، وللسياسة والتجربة صالحًا.
وأسأل الله رب الأرباب، وراحم من انطرح بين يديه وأناب، ومجزل الثواب للأحباب، أن يفتح لي وللمسلمين الأبواب، ويسهل العقبات، ويرشدنا لأحسن الأسباب، ويهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الكريم الوهاب.
وقد أحببنا أن نجمله بوضع ترجمة لشيخ الإسلام قدّس الله روحه ونوّر مرقده وضريحه، وذكر نبذة من الكلام عن المملكة العربية السعودية.
[ذكر ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب]
هو الإمام العالم العلامة، والبحر الفهامة، العلم الظاهر، والبحر الزاخر، ذر المناقب العليا، والأخلاق الذكية والسيرة المرضية، وناصر السنة المحمدية والملة الإبراهيمية، شيخ الإسلام ومجدد الإسلام، بعد ما اندرس بين الأنام، الإمام المحقق والألمعي المدقق الشيخ "محمد بن عبد الوهاب"، أجزل الله له الأجر والثواب، وأدخله الجنة بغير حساب، وهذا نسبه.
هو أبو الحسن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زافر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن