لمَّا كان في بداية شهر شعبان من هذه السنة أمر صاحب الجلالة بتوجيهات لهيئات العلم أن تتجول في مختلف أنحاء البلاد لتتفقد شؤون الدين والتعليم وعمارة المساجد فقام فضيلة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ بجولة في شمال المملكة للإِشراف على ذلك بعد أن انتهى من جولته للمناطق الشرقية والمناطق الجنوبية الشرقية حيث رتب هيئات من أهل الدين والاستقامة في كل بلدة وقرية لأجل المحافظة على أمور الدين والسير بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله كما أن فضيلة الشيخ عبد الملك بن إبراهيم يقوم بجولة مماثلة في عسير والحجاز بعد عودته من جيزان وتهامة وبذلك يصبح ترتيبات هيئات الأمر بالمعروف قد نفذت إلى جميع أنحاء البلاد وأحصيت جميع المساجد وأمر بترميم ما يحتاج منها إلى ترميم وذلك لجعل مساعدات مالية للأئمة والمؤذنين فأجرى ذلك طبقًا لمنهاج جلالة الملك سعود القاضي بإقامة شعائر الدين وعزز جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل المدن والقرى وهذا منه تمشيًا على طريقة آبائه وأجداده فيما تعاقدوا عليه مع إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التمسك بعقيدة السلف الصالح. فنسأل الله المنان ذا الجود والإِحسان أن ينصر الدين وأهله وأن يقيم له من يرفع مناره ويعمر آثاره وأن ينصر من قام به ويعز أهل طاعته ويا حبذا هذه الخصال التي يبلغ بها الإِنسان أوج العلا والمكارم والنَّهى. وفي ٢٥/ ٦ من هذه السنة أسند الملك رئاسة بلدية الرياض إلى فهد بن فيصل فقام بأمانة عاصمة المملكة بجد ونشاط وفيها أُنشأت مظلة أمام بئر زمزم في المسجد الحرام وجدد فرش صحن المطاف والمماشي بالرخام الحسن والبلاط. وفيها كثر الجراد والدباء في نجد ففرغت الأمة إلى الخروج في البراري لإِبادته في الفضاء والقضاء عليه لئلا يتمكن من أكل الزروع والثمار وكان يخرج من مدينة فريدة في كل يوم ما لا يقل عدده عن سبع سيارات كبار تحمل الرجال.