أنصاره للطائف لم يصدق الخبر، بل أعاد الكرة مستفهمًا ومتثبتًا فأيدوه له، فظل على تردده حتى جاءه من مصدر وثيق فأزمع الرحيل على الفور إلى مكة ليتولى بنفسه قيادة الجيش خوفًا من الغشم.
وفي هذه الساعة ينتشر المبشرون في أنحاء المملكة يطلقون البنادق على الفضا وينادون بفتح مكة والمدينة وجدة، ولما أن طلب من بريطانيا تعديل الاتفاقية، بعثت مندوبها لذلك بين جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود وبين جلالة ملك بريطانيا، وهذا نصها:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، جلالة ملك بريطانيا وإيرلندا والممتلكات البريطانية من وراء البحار إمبراطور الهند، من جهة وجلالة ملك الحجاز ونجد وملحقاتها من جهة أخرى، رغبةً في توطيد العلاقات الودية السائدة بينهما وتوثيقها وتأمين محالهما وتقويتها قد عزما على عقد معاهدة صداقة وحسن تفاهم، لذلك أوفد صاحب الجلالة البريطانية حضرة "السر جلبرت فلكنجهام كلايتون" مندوبًا مفوضًا، وانتدب صاحب الجلالة ملك الحجاز ونجد وملحقاتها صاحب السمو الملكي الأمير "فيصل بن عبد العزيز" جله ونائبه في الحجاز مندوبًا مفوضًا عنه.
بناء على ما تقدم وبعد الاطلاع على مستندات اعتمادها والتثبت من صحتها قد اتفق حضرة الأمير "فيصل بن عبد العزيز" وحضرة "السر جلبرت كلايتون" على المواد التالية:
المادة الأولى: يعترف صاحب الجلالة البريطانية بالاستقلال التام المطلق لمالك صاحب الجلالة ملك الحجاز ونجد وملحقاتها.
المادة الثانية: يسود السلم والصداقة بين صاحب الجلالة البريطانية وصاحب الجلالة ملك الحجاز ونجد وملحقاتها، ويتعهد كل من الفريقين المتعاقدين بأن يحافظ على حسن العلاقات مع الفريق الآخر، وبأن يسعى بكل ما لديه من الوسائل لمنع استعمال بلاده قاعدة للأعمال غير المشروعة الموجهة ضد السلام والسكينة في بلاد الفريق الآخر.