وممن أخذ عنه من العلماء الشيخ حسن بن حسين، والشيخ عبد الله بن حسن، وأخذ عنه الشيخ سليمان بن سحمان وغير هؤلاء.
ولما توفي دفن في مقبرة "العود" في مدينة الرياض، ولم يخلف من الأولاد سوى ابنه محمَّد، ومن مناقبه عطفه وإحسانه إلى الفقراء والمحتاجين والعلماء والمدرسين، ومن مناقبه أنه كان يجلس في مصلاه لصلاة فجر يوم الجمعة يتلو القرآن حتى يخرج الإمام لصلاة الجمعة، فإذا خرج الإمام على الناس وإذا به ختم القرآن، ووجد تحتد وسادته مكتوبًا في ورقة: أقول أنا حمد بن فارس بأني لا أعلم عن ابني محمَّد إلا خيرًا، فرحمة الله عليه، ونسأل من بيده الضر والنفع أن يسكنه الجنة ويتجاوز عنه إنه جواد كريم، شعرًا:
على حمد تبكي وتندب جهرةً ... هداة الورى من فقدها خير عالم
إمامٌ به كسر أصيبت محافل ... وحل بها من موجعات الدواهم
فمن بعده يولي ذوي الفقر رفده ... ويكشف من شداتهم كل صارم
ويمنح أهل الفضل من كل مؤمنٍ ... ويسدي إلى الخلق جم المكارم
وفيها قام أهل الحل والعقد والضبط والربط وقرروا إعلان ملكية نجد، فصدر الأمر الملكي في ٢٥/ ٧ بإبدال اسم السلطنة النجدية وملحقاتها "بالمملكة وملحقاتها"، وكاتب ابن سعود الحكومة البريطانية طالبًا إلغاء المعاهدة القديمة وعقد معاهدة جديدة تتناسب مع حالته الحاضرة، وأكد عليها، فأجابته إلى طلبه، ذلك بأنه لما اتسعت فتوحاته وخدمته الأيام والليالي وكان فوزه الحاسم يوم حائل وتقويضه إمارة آل رشيد جعله سيد نجد، غير مدافع وصاحب الكلمة العليا فيها، فانصرف إلى تعزيز نفوذه في خارجها فاحتل جانبًا من عسير بلا عناء، وحالف الأدارسة في تهامة، كما وسع حدوده من جهة الشرق، ومد نفوذه إلى الحجاز واستولى عليه، وأقام ينتظر الفرص ليضرب ضربته الكبرى وليبسط نفوذه على الجزيرة كلها ويدخلها في طاعته، وهو الحلم الجميل الذي يحلم به ويطمع أن يوفق إلى تحقيقه على أنه لا بد لنا من الاعتراف بأنه كان للصدف والحظ، وبكل حال فإن عبد العزيز بن سعود محظوظ كما يقول عن نفسه وحسبك أنه لما بشر باحتلال