استهلت هذه السنة وخطر الموت يهدد مئات المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية بسبب إضرابهم عن تناول الطعام وبدأت حملة في عمان واسعة النطاق لإطلاق سراح المعتقلين والإفراج عنهم. وكان الرئيس المصري أنور السادات قد أكد في رجب من السنة الماضية إصرار مصر على الانسحاب الإسرائيلي من ممري متلا والجدي استراتيجيين ومن حول أبو رديلس البترولية وذلك في خطاب ألفاه في ٢٦/ ٧ خلال اجتماعه بقادة الحزب العربي الاشتراكي ولكنه مع الأسف لم يثبت على ذلك بل جرى منه بعد ذلك من التناقض وصمة شديدة اسودت منها وجوه العرب كما أن أهل لبنان أصبحوا يعانون من الغارات الإسرائيلية على بلادهم شرًّا كبيرًا وتأزمت الأمور في لبنان وبيروت وركض الشيطان فيما بينهم وحجة اليهود عليهم لعائن الله هي أن الفدائيين الفلسطينيين ينفذون ضرباتهم باليهود ويلجئون إلى لبنان فرأت اليهود بتعسفها أنه لا بد من استئصال الفدائيين في أعشاشهم واتخذت من ذلك حجة في غزوها وقصفها للبنان ليتخذوها موطنًا كما فعلوا بفلسطين في طرد أهلها ووضع حمايتها على المتبقين فيها وقد نجم عن غارتها على لبنان في هذه السنة وتحرشاتهم بها سقوط ثلاثمائة وثمانية عشر ما بين قتيل وجريح وقام المسيحيون بقطع الماء عن تل الزعتر الذي فيه مخيم اللاجئين وعجزت القوات عن إنقاذ خمسمائة طفل وامرأة تحت الأنقاض الذي في هذا المخيم وكان الأطفال يعانون من شدة العطش الشديد والجفاف في أجسامهم ما يهدد بهلاكهم من قصف المسيحيين وقطع الماء عنهم وذلك لأن هؤلاء الضعفاء التجئوا إلى أسفل مبنى هناك فسقط عليهم وقام حسن صبري الخولي مبعوث جامعة الدول العربية يدين حزب شمعون بإطلاق النار على قوة الأمن العربية وإصابة بعضهم بجراح وقد بعثت المملكة العربية السعودية مليون وأربعمائة ألف دولار مساهمة في نفقات قوات الأمن العربية في لبنان وهذه المجازر والمذابح كمقدمة لما يأتي بعدها من الهول، الهول الذي حار فيه العاقل والمجهول، وتعرضت له لبنان وأبناؤها من الفتك والتدمير والإبادة.