وبعد هذه الوقعات في القصيم تشتت بقية الجنود التركية على حالة سيئة فرَّ جزء منهم يسير مع ابن رشيد وهام آخرون في الفيافي كالسائمة وقتلوا ومنهم من لجأ إلى ابن سعود فأواهم وكساهم وأعطاهم الأمان وكان يوجد من نسل هؤلاء اللاجئين رهط قليل في القصيم، أما ابن رشيد فإنه فرَّ هاربًا إلى الكهفة، وهي قرية من قرى حائل، وأرسل إلى الدولة يستنجدها مرةً أخرى وقد نكبت الدولة العثمانية نكبتين، نكبة في نجد ونكبة في اليمن هذه السنة.
ومن الغرائب أن الشاب في صنعاء يحيى بن محمد حميد الدين، وأن الشاب العاهل في نجد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل كسر الدولة العثمانية وهزما جيوش المنصورة، بل عادت جيوشًا مقهورة مع سطوتهم وغلبتهم ورفع هذان الشابان للسيادة العربية أعلامًا لا تزال تخفق.
[ثم دخلت سنة ١٣٢٣ هـ]
استهلت هذه السنة والقاضي في بريدة فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم قد جعله على القضاء جلالة الملك عبد العزيز رفع الله قدره وشهر ذكره لأنه لما كان له الولاية على القصيم ما كان ليبغى عنه بدلا.
أما الأمير فيها فصالح الحسن الهنا، وكان القاضي في عنيزة الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر بطلب آل بسام له من ابن رشيد قبل زواله، وكان إبراهيم بن جاسر هذا معظمًا عنه شيعته وأتباعه.
ومما يؤثر عنه أنه كان سخيًا لين العريكة ذا رحمة وعطف على الفقير والمسكين، وكان من أسرة في القصيم، وقد عاد إلى بلدة بريدة فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن عبد الله بن سليم بعدما بارحها إلى النبهانية وأقام هناك خمس سنين تقريبًا، هذا ولا تزال الملاحم مشتبكة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكان خطيب جامع بريدة إذ ذاك فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن سليم بعدما قدم إلى بريدة من النبهانية، وكان يخطب على سيف في يده هذا وقد