يتابع الإمام في الصلاة ولا يقتدي به حتى صدر الأمر من الحكومة بالإنكار عليهم من كل من رآهم، وجرى منهم مفاسد حتى شوهد منهم من يلقي النجاسات في صحن المطاف، وقد عشر في ١٢ ذي الحجة على رجل من الإيرانيين وهو متلبس بأقذر الجرائم وأقبحها وهي حمل القاذورات من العذرة يلقيها في المطاف حول الكعبة بقصد إيذاء الطائفين وإهانة هذا المكان المقدس، فلما ثبت ذلك وتحقق أمر صدر الحكم الشرعي بقتله، فقتل في اليوم ١٤ من ذي الحجة جزاءً له على فعله الذميم.
وقد شاهدنا من أمر هؤلاء المعجم ما هو من كبر المنكرات، فرأينا مجتمعًا في الحطيم للوداع كانوا يدعون بدعاء منكر حتى جعلوا يشركون بالله الشرك الأكبر، ويأتون بمنكر من القول وزور، وفعلًا أنكرت الحكومة عليهم بجلب عساكر طردتهم وشتت مجتمعهم، وأنه ليتعين على ولي الأمر منعهم من المسجد الحرام.
وفيها ظهر بمكة رجل ادعى أنه المهدي الموعود به في آخر الزمان، واتخذ وزيرًا له يدعي أنه الخضر، فاستجاب إلى تدجيلهما جمع من الغوغاء وهيأ سبعًا وعشرين راية، واتخذ ذلك المهدي شعارًا لأتباعه ثلاثمائة سبحة، فقبضت الحكومة عليهما وزجت المشعوذ بالسجن، وكان شيخًا هرمًا متقوس الظهر، وانتهت المسألة بأن كان ضحكةً لكل ساخر.
[ثم دخلت سنة ١٣٦٣ هـ]
استهلت هذه السنة وأهالي بريدة في طلب قاضي ومدرس يكونان خلفًا من الماضي، فاتصلت الأمة برقيًا يحلالة الملك وطلبوا أن يكون الشيخ محمد بن عبد الله بن حسين قاضيًا في العاصمة فاتخذت الحكومة له بيتًا في وسط البلد، وباشر القضاء في اليوم ١٨ من ربيع الثاني، وبعث الملك عبد العزيز فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد ابن حميد مدرسًا لتلامذة الشيخ ابن سليم فقدم الشيخ عبد الله لأول مرة بلدة بريدة في يوم الجمعة ٢٠ ربيع الثاني، ومن هذه السنة وباشر التدريس، فكان الخطيب في المسجد الجامع عبد الله بن رشيد، كان خطيبًا وإمامًا، والشيخ محمد قاضيًا، والشيخ