قتله له أن خنقه بحبل فقتله ودفنه في حفرة بالقصر عياذًا بالله من هذه القطيعة، وكان قتله بعدما حكم سبعة أشهر.
قلت يا عجبًا لآل رشيد حيث جعلهم الله تبارك وتعالى كالنار يأكل بعضها بعضًا، ولما قتله تولى بعده الإمارة وأرسل رسولًا إلى ابن سعود يطلب السلم ويحدد المعاهدة التي خرقها سلطان بن حمود فقبل ابن سعود غير منخدع ولكنه أراد بعقد المعاهدة معه في ذلك الحين أن يحيد ابن رشيد لعله هو أن يتمكن من أمير بريدة وينشط أنصاره فيها فيبدأ بالأهم فالأهم.
وفيها عزل الشريف علي باشا عن إمارة مكة المشرفة بعدما تأمر فيها سنتين، فرحل منها ومعه من الأموال الطائلة والذهب الكثير مما كان جمعه في هاتين السنتين إلى القطر المصري فاشترى به أملاكًا وعقارًا وقصرًا بديعًا في ضاحيه من ضواحي القاهرة، وعاش فيه عيشة الملوك والأمراء، ويأوي إليه كل غاد ورائح من الأسرة الهاشمية في شدة أو رخاء.
ثم إنه ولي إمارة مكة بعده الشريف عبد الإله، ولما صدر الفرمان الشاهاني ولايته، وكان بالأستانة عاجلته المنية بعد أيام قليلة بعد أن أعدَّ العدة للرحيل إلى محل إمارته مكة المكرمة، وقد حامت حول موته فجأة الشكوك والظنون وذهبت ببعض من كان ينتظر الإمارة من الأشراف المقيمين بالأستانة كل مذهب، وأول من كان يتهم في ذلك من هو في طلب الإمارة ليلًا ونهارًا، فالله المستعان.
[ثم دخلت سنة ١٣٢٦ هـ]
استهلت هذه السنة والدولة العثمانية قد نخر في عظام كيانها سوس الضعف المعنوي باستيلاء أشخاص من ذوي الأغراض الفاسدة على المابين واستخدامهم ذلك النفوذ لدى جلالة السلطان في أمور كانت عاقبتها ذهاب الدولة وشتات أمرها كان يعنيهم على ذلك ضعف السلاطين علمًا وعقلًا وسياسة وذلك أنه إذا