الأنقاض الفناء المذكور، ثم إنها سلمت ألمانيا في الأسبوع الأول من أيار وقام خليفة هتلر الأميرال دونتز ينفذ اتفاق التسليم.
أما زعماء الألمان مثل هيس الذي طار إلى بريطانيا ليسعى بالصلح بينهما وبين هتلر فاعتقلته وكذا شبير، وفون شيراخ، وفونك ونحوهم فقد ألقت الحلفاء القبض عليهم وحبسوا في أشيندو يعذبون بأنواع الإهانات وعلى رأسهم الأميرال دونتز ورئيس الدولة الألمانية ومستشارها، والقائد الأعلى للقوات السلحة يبدو وهو يحمل على ظهره كيس السماد أثناء العمل في الحديقة.
أما بقية الزعماء فقد انتحروا، ففي ٣٠ نيسان من ١٩٤٥ م حرق غوبلز نفسه وزوجته ماجدة وأطفاله السبعة في قصر المستشارية، وهذا اليوم هو يوم العبوس القمطرير الذي قرر فيه هتلر استحالة كسب النصر واعترف وهو موقن بالنصر حتى اللحظة الأخيرة بأنه قد خسر الحرب نهائيًا فالله المستعان، وإنها لتكسبنا الأيام تذكر تمام قدرة الله تعالى وأنه المتصرف في خلقه على وفق مراده.
[جهود ضائعة ويأبى الله إلا ما أراد]
لقد كان هتلر قطعة من حديد لا يبالي بأحد ولا يوقف في طريقه، ومن جبروته أمره عندما بلغه أن قواته انسحبت من فرنسا بأن تخشى الألغام في باريس بالقنابل المؤقتة والمفرقعات، فإذا دخلها جيش الحلفاء نسفتها عليهم فتخرب باريس وتكون قبرًا لجيوش الحلفاء، غير أنه خانه الحاكم العسكري الألماني والحاكشم المدني سفيره وأزالوها وأنقذوا باريس.
ومن عجائبه الطرق التي تتفرع من برلين شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالًا يكون مجموع طولها سبعة آلاف كيلو متر، وإقامة سور على سواحل الأطلسي لحفظ أوربا من قوات الحلفاء، وقد استخدم لهذا العمل الجبار أكثر من ثلاثة ملايين عامل ومهندس وخبير، وقد أمر هتلر منظمة فريتزترت بتشييد خطوط