سقوطها بثلاثة أيام، ومع أنه كان يعلم أن الروس أتموا تطويق العاصمة، فما تمت لهجته وهو يخاطبه عن ذلك اليأس الذي يدفع فريسته إلى الانتحار، وكان قد اختار زوجته النهاية التي اختارها من قبل غوليترفيانا، وكان ذلك الملازم يروي إلزام هتلر له بمبارحة برلين فعجز عن الخروج لأنها قد حصرت، قال: وكانت برلين شعلة من نار وهبت فيها الحرائق ملتهبة وغادرت القصر عند الفجر لألجأ إلى سرداب، فالتقيت الجنود يحتلون السرداب فقضيت نهاري في ملجأ، ولما أرخى الليل سدوله على العاصمة تسللت عائدًا إلى قصر المستشارية وجعلت أتطلع الأخبار عن التطورات الأخيرة، وكل من التقيت به الجنود فإني أرى قد على وجوههم الوجوم، ولم أجرء على مقابلة هتلر، ولما هممت بالصعود من الطابق الأعلى اعترض سبيلي جنديان من رجال الحرس الخاص فأخبراني أن القصر يحترق لأن القنابل الروسية الناسفة والحارقة قد أشعلت النار فيه.
أما أخرة هتلر فقد نقل لنا عن مرافقيه وسائق سيارته أنه قتل زوجته برصاصة وانتحر بعدها، وذلك لأنه أفهمها الحقيقة فقتلها وأتبعها نفسه، وقد قيل أنه أمر أحد الأطباء بحقنهما سمًا ففعل الطبيب ذلك نزولًا على رغبته، قال الضابط فرانز بوهلو يروي قصته أنه استدعاه في ساعة مبكرة من الصباح أول أيار ١٩٤٥ م، وقال له أنه قرر الانتحار بعد أن أفلت من يده زمام النصر، وأفهمه بحضور إيفابرون أنه سيطلق النار عليها رصاصة واحدة ثم ينتحر بدوره، فخرج الضابط لينقل ما سمع إلى معاوني الغوهرر علهم يتداركون الأمر، وقبل أن يبلغ الخبر الهام إلى أقربهم منه دوى طلق ناري فثان فثالث، فهرع الضابط والطبيب بوهارت وكانا على بضعة أمتار من حجرة الغو هرر إليها فوجدا هتلر وزوجته إيفابرون جثتين هامدتين وقد امتزجت دماؤهما، وكان قد أوصى قبل هلاكه الضابط بأن تنقل الجثتان ملفوفتين بالعلم الألماني إلى فناء القصر وتحرقان في حفرة قليلة العمق، وفعلًا جرى ذلك في وقت انهار به الطابق الثاني كله، وملأت