للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يبينون ويعلمون كما سير في هذا التاريخ، فقال في كتابه لما رأى من الأمور الشركية والبدع الوخيمة والوثنية في تلك الجهات، أنه يجب الدعاء للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وإن فضله علينا أعظم من آبائنا وأمهاتنا، ولا يعرف قدر للشيخ إلا من شاهد مثل ما شهدنا من البدع والكفر، فيجب علينا أن نقدمه بالدعاء له قبل آبائنا وأمهاتنا لأنه أخرجنا من ظلمات الجهل إلى نورا لعلم والتوحيد، وصدق هذا القائل فقد بلغت الحال بالشيخ محمد إلى أن قام بالملتزم يدعو الله أن يهدي خلقه؛ وذلك لما أراد نشر دعوته في نجد وغيرها، فرحمة الله عليه من إمام جدد معالم الإسلام وسعى في هداية الأنام، وجاهد في سبيل الله حتى أبلج الحق واستقام، فعليه من الرحمن أعظم الرحمة والسلام.

[وذكر مشايخه وتلامذته]

أما مشايخه فإنه أخذ عن والده عبد الوهاب وأشتغل في العلم بين يدي أبيه وجد في الطلب، وذلك قبل رحلته لطلب العلم في كثير من البلاد وكان والده يتوسم فيه الفضل والعلم ويحدث أخا الشيخ سليمان بذلك حتى قال له لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام، وأخذ عن الشيخ المدني محمد حياة السندي وأخذ عن الشيخ عبد الله بن سيف وأخذ عن الشيخ محمد المجموعي صاحب البصرة وغيرهم.

أما تلامذته الذين أخذوا عنه فإنهم علماء كبراء من بنيه وبني بنيه وغيرهم من علماء النواحي والأقطار فمنهم أبناؤه الأربعة العلماء الأذكياء والقضاة الفضلاء الذين جمعوا أنواع العلوم الشرعية، واستكملوا الفنون الأدبية، وهؤلاء حسين وعبد الله وعلي وإبراهيم وكل هؤلاء جهابذة نجباء فلا تسأل عما كانوا عليه من التدريس والحفظ والذكاء الذي فاقوا به الأقران، ونفعوا به الغرباء والسكان، ولكل واحد منهم قرب بيته مدرسة فيها طلبة العلم من الغرباء ونفقتهم من بيت المال ويأخذون عنهم فنون العلم في كل وقت.