الغدر والخيانة وسوء طويته، وأنه لو كان محنكًا بصيرًا لكان له ما يردعه عما عزم عليه، ولكنه كما قيل:
يقضى على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسن
وإن دونه ودون الكويت وضمها إلى العراق بحور من الدماء وعاقبته إلى الفشل، وإن معانقة الثريا أيسر من معانقة الكويت، والتمسح بذراع الأسد دون التمسح بملكها، وأخذها, ولكن الجنون فنون، ولقد بدا الندم والأسى من حسين الأردن ورئيس اليمن، وأظهرا استيائهما وانخداعهما لما دلاهما فيه من غرور وإيحاء زخرف القول وغروره رئيس العراق، وقاما يطلبان الوساطة بينهم وبين خادم الحرمين وقَبول الأعذار بعد كيده وتسويله شهرين وثمانية أيام، وتحققا أن مواعيده كمواعيد عرقوب التي تقدم ضرب الأمثال بها، فنسأل الله تعالى أن يعيذنا من الخزي والفضيحة في الدنيا والآخرة، فقد كفاهما ما وقعا فيهما، وما أحسن الاستخارة والمشورة قبل الدخول في الأمر، فما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين، وبما أن اليمن وقع في حيرة وارتباك ونزاع شديد فيما بينهم من تصرفات علي عبد الله صالح، فما كان الأردن يأمل منهم خزيًا وارتباكًا وحيرةً من تصرفات ملكهم السيئة.
[ذكر ما وقع في لبنان]
وقع في لبنان فوضى، فقد قام عون بقواته في نشر في لبنان، وتبادلت قواته وقوات لبنان القذائف النارية والقنابل المدمرة والمحرقة من مدافع الهاون والصواريخ، واستهدفت الأمة في النصف الأخير من ربيع الأول في هذه السنة للضرب والتخريب والحرائق، وأصبحت بلاد العرب في فتن هائجة مائجة، فهذه الضفة الغربية وقطاع غزة وما حواليها من هدم وتخريب من جراء الحروب بين اليهود والفلسطينيين، واستمرت الأحوال في شرها وويلاتها ولا تزداد الأمور في فلسطين إلى دمارًا وشرًا، وهذا جنوب لبنان استولت عليه