للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر تلامذته ووفاته]

أما تلامذته والذين أخذوا العلم عنه فمنهم: الشيخ عبد الله بن العزيز العنقوي، والشيخ عمر بن حسن آل الشيخ، والشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ إبراهيم بن حسين وغيرهم خلق كثير وجم غفير.

كما أنه أخذ عنه سليمان بن حمدان وأكثر الأخذ عنه، وذلك لأنه بعد وفاة مشايخه تصدى للتدريس ونشر العلم، ودعى الله تعالى، وكذا أخذ عنه أبنائه أيضًا صالح وعبد العزيز وعبد الله.

ومن عجائب ما روي عنه أنها لما خرجت روحه، شموا من جسده رائحة مسكٍ طيبة لا يعهدون مثلها، وكان زاهدًا في الدنيا، لم يجد خلفه سوى مسكن صغير وأربعة عشر ريالًا، ورؤيت له منامات حسنة، ورثاه غير واحد من العلماء والأدباء، وشيع جنازته خلق كثير وجموع غفيرة، وصلي عليه في جامع الرياض الكبير، وأمَّ الناس في الصلاة عليه الشيخ محمد بن عبد اللطيف، ودفن في مقبرة العود بين قبري الشيخ عبد اللطيف وابنه الشيخ عبد الله، وتأسف الناس لفقده وجعلت الأمة تلهج بالثناء والترحم عليه.

قال الشيخ محمد بن عبد العزيز بن هليل يرثيه بهذه المرثية:

ما بال دمعك يهمي طول أزمان ... وأنت دايم أشجانٍ وأحزان

والقلب منك نبا والهم متقد ... كأنه مرجلٌ من فوق نيران

تنوح طول الدياجي من أسًا وضنا ... قد طال ما أرقاك نوح ثكلان

كم ليلةٍ بتها ترعى النجوم بها ... لم تغتمض قط منك الليل عينان

إذ ذاك من ذكر عهد للصبا سلفت ... أيامه عند أهل الرند والبان

أمن تذكر غزلان بذي سلمٍ ... حور العيون كياقوتٍ ومرجان

لا والإله الذي لم تخف خافية ... عليه علا إخفاء وإعلان