لما جرت تلك الفوضاء وقام أعداء الله بتلك الأعمال التي تشمئز منها قلوب المؤمنين وتنكرها فطر المؤمنين جعلت الحكومة منذ بداية دخولهم الحرم بهذه الصفة تدعوهم إلى أن يسلموا وتؤكد لهم أنهم سيؤمنون وسيكونون آمنين إذا سلموا أنفسهم وألقوا السلاح.
فطلبت الحكومة من سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى أن يوجه لهم كلمة إرشاد ونصيحة وفعلًا سجلت وأذيعت عليهم مرات بأن يستسلموا، وبين لهم خطأهم وما هم عليه من الوجهة الدينية والدنيوية، كما حاولت الحكومة عن طريق بعض نسائهم أن تدعوهم للاستسلام حتَّى يحقنوا دماءهم ولكنهم لم يستجيبوا بل استمروا في غيهم وأن يقاتلوا إلى آخر لحظة ثم صعدوا إلى سطوح الحرم وجعلوا فرش الحرم متاريس يختفون خلفها وركبوا الرشاشات والبنادق والمسدسات واستهدف أناس من أفراد قوات الحكومة لما اندفعوا لتخليص الحرم من هذه الشرذمة الفاسدة لرصاص أولئك الخوارج، وكانت الحكومة قد بعثت إلى العلماء سؤالًا في شأنهم وانتظرت إلى ما بعد مغرب اليوم الأول حتَّى صدرت الفتوى في شأنهم فأصدر صاحب الجلالة خالد بن عبد العزيز أوامره وحضر وزير الدفاع سلطان بن عبد العزيز وأمير مكة فواز بن عبد العزيز لمعالجة الموقف واستدعيت جميع القوات من الجيش من الحرس الوطني ورجال الأمن وتأزمت الأمور.
وقام أولئك الأشقياء يطلقون النار خارج الحرم حتَّى رجال الإسعاف الذين أتوا لإنقاذ المصابين لم يسلموا من آذاهم وانقطعت الصلاة في الحرم الشريف، وقد وضح وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز أنَّه كان بإمكان قوات الأمن القضاء على الفتنة خلال ساعات قلائل لولا حرص القيادة وعلى رأسها جلالة الملك خالد بن عبد العزيز وولي عهده على سلامة البيت وسلامة أرواح المسلمين الأبرياء وكانت