للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم في معيشتهم وتسومهم سوء العذاب، فانظر أيها اللبيب العاقل وتلمح بعين البصيرة عاقبة البغي والاستطالة والكيد والمكر والخيانة، يقوم عدو لدود على حكومة من جيرانه بعدما فرغ من الأولى ذات اليمين بعد مضي ثمان سنوات عليها بضربها بالنار والحديد، ثم يلتفت إلى ذات الشمال ويهتك حرمتها ويدمر بنيانها وأهلها كافلون، ويطردهم فيفرون كالوحوش في البراري والأنعام السائمة بأسوأ الأحوال تاركين بلادهم وأموالهم، وقد هتكت أعراضهم كما ذكرنا وسولت له نفسه بأن يجعل الكويت ميناء للعراق على ما تقتضيه تصوراته، وقد فرَّ سكان الكويت كأنهم وحوش في الصحارى لا يلتفت أحد على أحد، ثم تقتضي إرادة الله فيرجعوا إلى وطنهم سالمين، ويدير الله الدائرة على العدو ويسلط عليهم من هو أقوى منهم فيرجع العدو على أعقابهم خائبين يجرون أنواع الهزيمة راجعين بخفي حنين، وشتت الله شملهم وباءوا بالخزي والعار، وشتت الله شمل العدو، ولما سلط الله عليهم أكبر دولة على وجه الأرض فاستردوا منهوباتهم، وبينما أن العدو يحلم بالسيطرة على العالم إذا به ذليل خاسئ متحير قد ثار عليه شعبه وتجرأ وتفلتت من يده جميع أنواع الحيل، وأصبح ذليلًا مقهورًا في عقر داره، وفي ذلك عبرةً لمن يخشى.

[نكتة غريبة وكائنة عجيبة]

لما شرع المتعبون في حفر قواعد الجامع الكبير في مدينة بريدة عثروا على مدافن في الأرض حيث وجدوا الحفر مملوءة بالفضة وهي من الريالات الفرنسية المتداولة بأيدي الناس من سكة الدولة العثمانية، وريالات من النقود الفضية السعودية التي كانت بدلًا عن الأولى في سنة ١٣٥٩ هـ، ولما علمت الشركة بذلك قبضت عليها وسلمتها للإمارة في بريدة، وينتظر فيها من الناحية الشرعية، نعم كان في تلك المواضع كنوز، وكنت أذكر أنه لما عمرَّ المسجد الجامع المذكور عام ١٣٥٩ هـ وجد كنز من الكنوز لم يعلم من عثر عليه، غير أنه وجدت آثاره في حائط من حيطان