للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاد إلى الكويت وتقلد زمامها، وكان هو التاسع من آل صباح الذين تتابعوا على إمارة الكويت، فأولهم الشيخ عبدِ الله بنُ صباح وهو مؤسس البيت، ثم ابنه جابر فصباح، فعبد الله، فحمد، فمبارك، فسالم، وأصلهم كانوا من ربيعة، ولقد كانت الحكومة في زمن جدهم الأعلى صباح عبارة عن بيوت صغيرة حقيرة لبني خالد، وما زالت في زيادة حتَّى عظم قدرها، ومن خصاله التي يحمد عليها أنَّه قد حافظ في كل مساء على أن يوافيه أحد شيوخ الدين فيتلو دراسًا في الفقه أو الحديث والعلوم الإسلامية، فيستمع إليه مع من يكون هناك من ضيوفه وزواره حتَّى أذان العشاء الأخيرة، ويسكن قصر دسمان الذي يقع على ثلاثة كيلوات من الكويت، وقد أثثه بكل الوسائل الجالبة للراحة، وجهزه بالأثاث الفاخر الحديث، وتد أنير بالكهرباء القوي.

وكان صاحب الجلالة الملك عبدِ العزيز بنُ عبدِ الرحمن ملك المملكة العربية السعودية يعجب بأخلاقه، وقال له مرة حينما التقيا: أنا سيف مسلول بيدك، فاضرب به كما تشاء.

[سليمان بن علي الوهيبي]

كان قد ناهز التسعين من عمره وقضى جزءًا كثيرًا من عمره في طاعة الله وحده، ولازم وظيفة الأذان في أحد مساجد بريدة ثلاثين سنة، وكان ذا أصل عظيم في التوحيد، محبًا لأهل الدين، وقد جدَّ في طلب العلم، بيد أنَّه لم يحصل على كثير منه، وقد لازم الشيخ عمر بنُ محمد بنُ سليم وخدمه قدرًا من عشرين سنة، وكان مكبًا على دراسة القرآن، فما كان يتخلى عن التلاوة ويعتكف في العشر الأواخر من رمضان على الدوام، ومن عادته أنَّه كان يلبس عمامة ليلة أحدى وعشرين منه، ثم يكب على الصحف، فيعجب كل من يراه من كثرة اجتهاده، وسيلقى ما قدمه موفورآ له، وكانت وفاته في ٧ جمادى الأولى، فرحمة الله عليه، ونساله أن يتغمده برحمته ويسكنه بحبوح جنته، وكان عابدًا مجتهدًا.

ومن غرائب ما وجدت منه: أنَّه يتوكل على ربه في أمر معيشته، ويلهج بقول