ففيها فتح حائل أو سقوط حائل بلغة العامة وذلك لأنه لما زحف السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن بعشرة آلاف من قومه لمباشرة قتال محمد بن طلال بلغه خبر اشتباك الدويش بابن طلال فخف مسرعًا بخفيف الجيش والباقي على الساقة، فوصل في ٤ محرم إلى بقعا وهي قرية من قرى حائل فالتقى هناك برسول من الدويش يحمل كتابًا ضمنه كتاب من ابن طلال، يقول فيه:"إننا جميعًا مسلمون وبيننا كتاب الله وسنة رسوله" فقبل الدويش منخدعًا لذلك، وما كأنه مر عليه خدع سالم بن صباح، وكتب إلى ابن طلال يلي الدعوة للتحكيم وشماله أن يرسل وفده لهذه الغاية، وقد دفعت به الثقة الطائشة إلى إهمال الجانب الشمالي من معسكره فلم يستحرسه، فاغتنم ابن طلال الفرصة وأرسل ثلة من جنوده في الليل فاحتلوا ذلك المكان وأشرفوا على معسكر الدويش وشرعوا عند انبلاج الفجر يرمون الإخوان بالرصاص فأركب الدويش نجابًا آخر إلى السلطان عبد العزيز يخبره بأنه وابن طلال مشتبكان في القتال وأنه خسر عشرة من رجاله وجرح عشرون منهم أيضًا.
فلما وصل الرسول في وقت العصر إلى مخيم السلطان وأخبره غضب لما حدث وأمر ابنه سعودًا أن يركب الخيل ويتقدمه مسرعًا، ثم وصل الرسول الثالث من جهة الدويش يخبر أن الأخوان كسروا جيش ابن طلال فأرسل السلطان عبد العزيز إلى الدويش يأمره بان ينزل مكانه وألا يأتي بحركة أخرى إلى أن يصل إليه ثم بعد ذلك زحف السلطان وقصده الهجوم على ابن طلال ونيته أن يبيته تلك الليلة ولكنه اضطر إلى انتظار الحملة والمدافع التي تأخر وصولها ولم يكن من المستطاع الهجوم في