تكون إلى جهة التوسعة، ولما أن صدر الأذن بذلك قبضت الجهة المسؤولة على أبوابه ونوافذه ومكيفاته والمراوح والنجفات والثريات، وأخذ الفقراء في أخذ رخامه والبلاط، وقام أهالي الدكاكين التي بجانبه تثمن بقيمة باهظة بالخراج وبيع ما تحتوي عليه تلك الدكاكين من البضائع الثمينة، وباعوا بأثمان رخيصة ليصفوا بضائعهم، وحصلت من الأمة أن اجتمعوا للشراء، فكانت تلك الوسعة آية في الزحام، وسمع لهم لجبة عظيمة لم يعهد مثلها.
[عمارة جامع بريدة عام ١٤١٣ هـ]
لما أن لبثت عمارة الملك سعود ستًا وثلاثين عامًا لم تتأثر بمللٍ أو كلل هدمت عمارته لتوسعته وإعادته من جديد على الطراز الحديث، فتقدمت لذلك مؤسسة بن لادن إذ هي أعظم مؤسسة في المملكة العربية السعودية، ولما شرع الهدم في ٢٢/ ١١ أحضرت المعدات الحديثة للتكسير والهدم بمشقة عظيمة ولا سيما المنارة القابعة في الجهة الشمالية الشرقية بحث أقيمت من الحجارة والصبات، وذلك أنهم لم يتوصلوا إلى هدها إلى بعد كلفة ومشقة، وبعثت الحكومة رجال الأمن لحماية النفوس، وفي ٧/ ١٢ استطاعت المعدات الحديثة أن تسيطر على سائر هدم الجامع بعد مشقة وكلفة لأن العمال لم يستمروا بالهدم بالدناميت حفاظًا على الأرواح والبنايات المجاورة للمسجد الجامع، وقد ردمت الخلوة كغيرها من الخلوات للمساجد القديمة نظرًا إلى أن المكيفات تقوم بتلطيف الجو شتاءًا وصيفًا، ويا ليتها لم تردم لما فيها من المصالح والسعة التي قد تكون على قدر كبر المسجد، ولكن الجهة المسؤولة رأت ذلك والأمر بيد الله تعالى.
[ذكر أمطار تجتاح مدينة الخرج]
لما أن كان في خامس شهر ذي الحجة هطلت أمطار على الدلم لم يعهد مثلها منذ إحدى عشرة سنة فدمرت مدينة الدلم وخربت المزارع، وهدمت البيوت هناك، وذلك أن الأودية اجتمعت في وادٍ واحد، وتعتبر هذه كارثة من قوارع الزمان.