كان له أولاد فضلاء، فمنهم نجله الفاضل الشيخ عبد الله بن محمد، وسيأتي ذكره في سنة وفاته، ويكفي شرفًا له أن تولى قضاء بريدة حتى توفاه الله تعالى.
ومنهم الماهر في العلوم الشيخ عمر بن محمد، يأتي ذكره في سنة وفاته أيضًا.
ومنهم عبد الرحمن بن محمد ساكن عنيزة، ومنهم صالح بن محمد، فأما عبد الله فإنه خلف بعده نجلًا طيبًا غير أن المنية اختطفته في ريعان الشباب، وكان زاهدًا بضاعته العلم، ويأتي ذكره في ترجمته، وأما عمر فله أولاد متعلمون، وأما عبد الرحمن فقد خلف أولاد متمسكين في الديانة صلحاء ومحبين لأهل الخير، وأما صالح فله أبناء فضلاء، فمنهم الشيخ عبد العزيز بن صالح، كان عالمًا مجدًا في خدمة العلم الشرعي، وقد تولى وظيفة إمام في أحد مساجد بريدة، ونال وظيفة التعليم في إحدى مدارسها، وكان متواضعًا زاهدًا، ويأتي له بقية ذكر.
ومنهم الشيخ محمد بن صالح قاضي مستعجلة المدينة المنورة، ثم تولى القضاء في مدينة الخبر الواقعة في المنطقة الشرقية.
ومنهم إبراهيم وهواسن من محمد، ولا يزالون في تمسك بالديانة.
أما مرض المترجم فإنه أصيب بوجع في قدميه ثم انتقل بعد ذلك إلى رحمة الله تعالى ومات على حالة تسر الصديق، وارتحل إلما جوار أرحم الراحمين، وأتاه طارق الموت والفناء الذي لا يفوته هارب ولا يتحصن منه متحصن، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وذلك بعدما أقر الله عينه بعودة الملك إلى آل سعود.
واعلم أني لم أجد قصيدة في وفاة هذا العالم الكبير، غير أن أحببت أن أرثيه بهذه الأبيات تنويهًا بذكره وإحياءً لمآثره:
على مثل شيخ المسلمين محمدٍ ... تسح دموع العين حراء تذرف
وحق له هذا البكاء وذا الأسى ... أصيبت بما يؤذي النفوس ويؤسف
فيا عين جودي بالبكاء تأسفًا ... على عالم أذكاره لا تكيف