وعمه، وله قوة نفس وشجاعة، والشبل من الأسود، وقد اختلف في سبب وفاته فقيل أنه طرد ضبيا وساق مفره سيارته فانقلبت به سيارته، وقيل كانت وفاته حينما قفل من الحج في اصطدام سيارته ولا ريب أنه توفى بحادث سيارته انقلابًا أو اصطدامًا، فالله المستعان، وكان موضع الأعجاب من والده الأمير محمد بن عبد الرحمن أديبًا مقدمًا ومحترمًا.
[ذكر وفاة ملك العراق]
ففيها توفى ملك العراق الشاب النبيل غازي بن فيصل الشريف رحمة الله على أموات المسلمين، وهذه ترجمته:
هو غازي بن فيصل بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون الشريف الهاشمي القرشي، ولد سنة ١٣٢٩ هـ وأبوه يقود الحملة إلى أبها لتأديب الأدريسي فسمي غازي تيمنًا بغزو أبيه، ونشأ في حجر والدته تحت رعاية جده الحسين بن علي لغياب والده زمن طفولته عن مكة يعالج الأحداث التي تتالت على بلاد العرب من إعلان الحرب العظمى إلى إعلان الثورة العربية، وما حصل في خلال ذلك وبعده، وقد تولى الشيخ ياسين البسيوني امام الملك حسين الخاص، إقرائه القرآن وتعليمه الكتابة والقراءة، ثم جيء له بحسن العلوي ليعلمه قواعد اللغة العربية وعلوم الدين الإسلامي، ثم إنه سافر بعد ذلك إلى بغداد فكان تحت إشراف والده مباشرةً، واختار له أساتذة ومعلمين يؤدبونه، فنشأ نشوًا طيبًا ونبت نباتًا حسنًا، وأعده والده لهذا المنصب الخطير وهيأه لهذا العمل الكبير.
ولما مات والده وله من العمر اثنتان وعشرون سنة توج ملكًا على العراق، وكان قد درس في اللغة الإنكليزية وركب إلى انكلترا، واستقبل في كل مصر وبلد استقبالًا فخمًا، ودخل المدرسة الحربية في بغداد كل ذلك في حياة والده، ولقد أصدر والده تعليمات خاصة إلى مدير المدرسة بأن لا يميزه في معاملة ولا يفرق بينه وبين زملائه، وكان في صفته وأخلاقه أشهل العينين، جذاب الملامح، قوي البنية،