ففيها في اليوم الخامس عشر من ربيع الأول وافق أول يوم من برج الميزان ويعتبر هذا هو اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية، وبما أنه لا يسمح الإسلام بإقامة أعيادًا غير ما شرعه الله ورسوله من عيد الفطر والأضحى فإن الحكومة وتنفيذًا لهذا لم تجد موعد ولادته عيدًا ولا يوم ارتقائه عرش المملكة أعيادًا، ولكنه اليوم الوطني لتوحيد المملكة، ومرور إحدى وتسعين سنة من توحيدها لأنه لولا ذلك لكانت المملكة التي تضم شبه الجزيرة دويلات صغيرة ولكن كان هذا اليوم يوم ذكرى وتعداد لما أعطى الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن من التأييد ومكارم الأخلاق بحيث وحد الجزيرة وجعلها مملكة واحدة، ويذكر في هذا اليوم ما مَنَّ الله به على المسلمين من الألفة، وكان لما تم لولايته خمسون عامًا أرادت أن تجعل ذلك اليوم عيدًا ذهبيًا، وبينما كانت العواصم في المملكة تستعد للفرح لإقامة العيد وجلبت الإبل لنحرها في أرجاء المملكة، والخطباء مستعدون بالقصائد والخطب إذا بها تصدر الأوامر بالمنع وأن لا عيدًا إلا ما شرعه الله، وقد قدمنا ذلك في موضعه مما أغنى عن إعادته هنا فكانت الإذاعة السعودية والجرائد والمحلات تنطق بها للملك عبد العزيز من الحسنات والمكارم والرأفة بالشعب، وما بذله من جهود تعجز الأقلام عن عدها وحسبانها، ولم يقتصر ذلك على المملكة فحسب بل كانت الدول المجاورة تبوح بذلك وتنشر تلك الموهبة التي وهبها الله عبد العزيز، وأنها لذكرى خالدة، وتوارثها أنجاله النجباء الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا، ذلك لما قاموا به من نصرة الحق وقمع الباطل فحدث عن الفضائل ولا حرج.
رجعنا إلى ما نحن في صدده والتاريخ يعيد نفسه فيقول في هذا اليوم عثر في الكويت على مدافع عملاقة خلفها الجيش العراقي كان يبلغ طول الواحد منها ستة أمتار بمدى ثلاثين كيلو، وقد أكدت أمريكا باستئصال ما في العراق من الأسلحة الكيماوية والذرية وإتلافها، ولكن الحكومة العراقية تراوغ ولم تمكن اللجنة القادمة