وقضوا بأن العهد باق للذي ... ولي الولاية شيعة الشيطان
تبًا لهم من معشرٍ قد أشربوا ... حب الخلاف ورشوة السلطان
وقضوا له بالجزم أن متابه ... قد هدما أعلى من البنيان
وطلابه للأمر والحرب الوفي ... فعلى طريق العفو الغفران
وفي هذه السنة جرت واقعة بين حاج أهل شقراء وبين ناصر بن عمر بن قرملة ومن معه من قحطان، قتل فيها من أهل شقراء عبد الله بن عبيد.
وفيها جرت واقعة أيضًا بين أهل شقراء وبين أهل وثيثية.
وسبب ذلك أن أبناء محمد بن عبد الكريم البواردي، جاءوا بأمتعةً لهم من شقراء يريدون بلد وثيثية، وكانوا إذ ذاك ساكتين فيها فلما أن وصلوا إلى بلد صادفهم ركب من السهول خارجين من البلد، فأخذوهم خارج البلد فدخل الأبناء المأخوذون بلد وثيثية، فوجدوا فيه رجلًا من الركب فأمسكوه وربطوه في المال الذي أخذه أصحابه، فقام بعض أهل البلد يريدون إطلاقة وكثر النزاع في شأن هذا الرجل فأهل البلد يحامون دونه وهؤلاء يريدون مؤاخذته بقبيلته، فسار أحد أبناء البوارذي إلى شقراء مستفزعين لأهلها، وجاء هذا بعدة رجال منها ليسيروا بالرجل المذكور إلى شقراء إلى أن يأتي المال الذي أخذه أصحباه فمانع أهل البلد من ذلك وأخذه بجريمة غيره، فحصل بين أهل شقراء وأهل وثيثة وقعة في وسط البلد، قتل فيها من أهل وثيثية عبد الله بن الأمير سعد بن عبد الكريم بن زامل وعبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن زامل، فالله المستعان.
[ثم دخلت سنة ١٢٩٠ هـ]
في هذه السنة ابتلى الله الناس بسعود بن فيصل للمرة الثانية، وعاد يريد الرياض، ففي المحرم منها خروج سعود من بلد الدلم معه جنوده وسار يريد بلد ضرما، فدخلها وأخذ من أهلها أموالًا عظيمة، فقسمها على جنوده، ثم سار منها إلى بلد حريملا، ولما وصل إليها خرج أهلها لقتاله فنشب القتال بينهم وبينه، فأوقع