للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شقراء، ثم سار في يوم الخميس والساعة في العاشرة تزيد ٣٠ دقيقة إلى الرياض فقدمها بعد العصر. وكان لما أن نزلت ست طائرات في صحن مطار بريدة القريب على مسافة ثلاثة كيلومترات في الجهة الشرقية الشمالية من مدينة بريدة وهو مطارها الفسيح القريب الجميل، كان بوجود ثمانين ألفًا من المستقبلين فيه وما يزيد على خمسة آلاف سيارة وما بين ذلك من الخيام والسرادق والكراسي وما إلى ذلك لم يضق على الطائرات بالنزول والصعود. ثم أنَّه نقل المطار عن مكانه لقربه من البلد إلى جهة المليداء ليكون عالميًّا بين مدن القصيم وكان مسافة ما بينه وبين المدن تتراوح ما بين عشرين كيلو فما فوق.

[ذكر ما جرى فيها من الحوادث]

ففيها تكالبت الثعالب والكلاب وأصابها السعار فكانت تصول على من أمامها من نوع الإِنسان والحيوان والبهائم، وأحدث ذلك نوعًا من الأذى. وقد ينهش الثعلب ستة أشخاص في لحظة، وإذا لم يجد حيوانًا فإنَّه يعض على أصل شجرة أو شيئًا من الإجرام ثم يهلك الثعلب. أمَّا عن المصاب فإذا لم يعالج فإنَّه بعد مضي أربعين يومًا يهلك وقد استمرت الحالة كذلك آخر هذه السنة وستة أشهر من السنة التي بعدها. ولا ريب أن هذا من عقوبات الله التي يعاقب الله بها خلقه. وذكر العلماء العارفون أن هذا السعار داء يصيب الكلاب والثعالب وتقول العرب: عضه المقلوث لأنَّهم يسمون الكلب المصاب أو الثعلب المقلوث وتقول العرب: كلب كَلِب. ولمَّا اشتكى الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جملهم الذي كانوا يسيرون عليه ويسقون وقالوا: إنَّه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل. فقال لأصحابه: "قوموابنا إليه فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - نحوه فقالت الأنصار: يا نبيَّ الله إنَّه قد صار مثل الكلب الكَلِب وإنَّا نخاف عليك صولته، فقال: ليس عليَّ منه بأس فلما نظر الجمل إلى