السنة التي توفي فيها أحس بمرض قلبي فقام الأطباء في ليلة الجمعة ٢٩ من شوال من هذه السنة لعلاجه في مستشفيات بريدة غير أن كان مرضه يشتد ويزداد فبعث إليه جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز بطائرة لحمله إلى الرياض وعلاجه فيها فاستمر بمستشفى الرياض حتى توفاه الله تعالى في الساعة الخامسة والنصف بالغروبي من ليلة الثلاثاء الموافق ٢٥ من ذي القعدة فنقل جثمانه إلى مدينة بريدة لتسهل زيارته على كل من أهله ومحبيه وصلي عليه بعد صلاة الظهر بالجامع الكبير في بريدة وشيعه إلى قبره خلق كثير وجمع غفير رحمه الله وعفا عنه وكان لدى هذه الأسرة وهم أبناء عبد العزيز بن حمود بن مشيقح عبد الله وصالح وحمود وإخوانهم ثروة عظيمة وإذا كان في دخول شعبان ألزمهم باعث الإيمان على أن يقوموا بإحصاء المال وإخراج زكاته حسب إرشادات والد الأسرة فيفرقون الزكاة على الفقراء ويتفقدون طالب العلم لذلك امتدحهم عمر الوسيدي بأبيات من قصيدة تقدمت وقال في معرض المديح والثناء:
جزاهم إله العرش عنا بفضله ... وضاعف من مبذولهم كل حاصل
يكون ظلالًا يوم يفصل بالقضا ... وقاية حر الشمس يوم الزلازل
[ذكر شيء من نباهة المترجم وسياسته]
كان حبرًا من الأحبار عاقلًا وداهية من دهاة الرجال ونحريرًا مقولًا فصيحًا سياسيًا ويدرك بذوقه وسياسته ما يقصر عنه بنو جنسه فكان من الأسرة البعيدين من تفوته صلاة الفجر مع الجماعة فأسف إخوانه ووالداه لذلك وجعلوا يقلبون النظر في أطره على الصلاة مع الجماعة فأحضر عبد الله الرجل وقال له إننا نريد من يتفقد الجماعة في العدد وقد فكرنا فلم نجد سواك ففرح بذلك الرجل وتلقى ذلك العمل برحابة صدر وسرور فرحًا بهذه الثقة فكان أول من يدخل المسجد ويأتي قبل الأذان يوقد السرج ويهيئ موضع الصلاة حتى كان أعظم المبادرين للصلاة ومن سياسته أنه يذهب إلى المدينين لهم بنفسه فيدرك ما تيسر من دون