أما ما كان عن لبنان فقد قام ميشيل عون بانشقاق في شرقي لبنان وجرى بينه وبين جعجع قائد قوات الرئيس الشرعي إلياس الهراوي معارك سقط بأسبابها مئات القتلى وتهدمت منازل واشتعلت حرائق في شرق لبنان وغربها وفشلت المفاوضات كما أن قوات أمل وقوات حزب الله لا تزال متطاحنة وجنوبي لبنان فيه إسرائيل وعملاؤها واستهدفت لبنان للأذى وكانت المناوشات بسائر الأسلحة بين جعجع وبين عون مستمرة واشتعلت الحرائق ولم يسلم من البلاء سائر المدنيين.
[معجزة من المعجزات]
كان رجل اسمه عمر غيمو قد أسلم وكان من أهل نيجيريا ثم ارتد عن الإسلام وجعل يستهزئ بالإسلام والقرآن فوقف بين لفيف من المسيحيين بإحدى كنائس قرية توب بولاية غونغولي شمال نيجيريا ورفع صوته بسخرية قائلًا إن كان القرآن والإسلام حقًا فإني أسأل الله ألا أرجع إلى بيتي حيًا، فخرج عقب ذلك في طريقه إلى منزله فتعثرت قدماه وهو يعبر جدول ماء صغير وسقط فيه فمات، وقد قام أحد المارة فحاول إنقاذه فلقي مصرعه كالأول، ولما جرت هذه المعجزة أسلم سكان أربع قرى عقب الحادث وأشهروا إسلامهم ذكر ذلك النبأ بيان لرابطة العالم الإسلام في جريدة الرياض بعددها (٧٩٣٢/ ١٥/ ٨/ ١٤١٠ هـ) الموافق ليوم الاثنين ١٢ مارس (١٩٩٠ م).
وفيها في ١٣/ ٨ من هذه السنة دخل الشهر الثامن والعشرين من الانتفاضة الفلسطينية وشباب فلسطين في تلك المدة يحاربون اليهود بالحجارة والزجاجات وإشعال الإطارات في طرقهم وبالرغم من تقتيل الفلسطينيين وتجريحهم والقبض على بعضهم وإيداعهم السجون لمدة عشرات السنين وأقل وأكثر ورضخ رؤوسهم وهدم منازلهم فإنهم ثابتون يناضلون وقد أحصي الحرجى الذين أصيبوا من أهالي فلسطين فبلغوا سبعة وستين ألف جريح منهم ستة آلاف معوقون وسقط ألف وخمسمائة قتيل وهدم آلاف من بيوتهم وشرد مائتا ألف عن أوطانهم، هذا في مدة الانتفاضة وكانت العرب تدعمهم بالمساعدات المالية لا غير.