بحيث يدخلون المخدرات بحيل لا يقدم عليها من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فجعلوها في باغات يدخلونها بأدبار الغنم، وعثر على بعضهم بأن جعلوها في أدبارهم - نسأل الله العافية - وتوصل أرباب تلك المخدرات إلى أعمال لا أخلاقية بحيث أن قام ساقط من أولئك الرذائل وتوصلت الأحوال به لأن يقتل صبيًا من صلبه فأخرج أحشاءه وحشى جوفه من المخدرات وأدخله في المملكة مسجى بأكفانه.
ونقل لنا أن إنسانًا من المبتلين لما فقد ما عنده من المخدرات ذهب إلى إنسان وجلبه إلى بيته وكان الشقي يتعاطى بها فطلب منه شيئًا منها فقال لا أعطيك إلا أن تبذل لي جميع ما أطلب منك فأجابه إلى طلبه، وكان لدى صاحب البيت فتاة عمرها سبع سنين جاء بها لتباشر تقديم شيء من العصيرات للضيف الملعون فقال أريد أن أزني بهذه الفتاة فقام والدها وأعطاها مخدرًا فوقع عليها الشقي وذهبت الفتاة البريئة ضحية لهذه البادرة السيئة.
فيا منتقمًا من الظَّلمة ويا من كنت بالمرصاد من الطغاة والفجرة صبَّ عليهم سوط عذاب والعنهم لعنًا كبيرًا.
ولقد قامت إذاعات الأصوات تشق الفضاء وتدوي في الأجواء تنصح وتحذر من ارتكاب تلك الجرائم وتعاطيها، وقد أظهرت الأمة سخطها البليغ، وقاموا بتشجيع القافلة وشد أزرها وتحبيذ فعلها وشكروا لهم جهادهم الذي قاموا به والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا واعتنقوا أعناق رجال القافلة يباركون لهم في مساعيهم، ووجدت القافلة تعاضدًا وتكاتفًا من العلماء والرؤساء والأعيان، وأقيمت لهم الولائم الضخمة والترحيبات والتكريمات.
ثم سارت القافلة إلى مدينة حائل بعدما أقاموا في مدينة بريدة خمسة أيام وأخذوا يتجولون في فترات بمدن القصيم يبلغون ويرشدون على قدر وسعهم وطاقتهم.