لما أن كان في يوم السبت الموافق ٢٣/ ١ قدم الرئيس ياسر عرفات إلى مدينة غزة وأريحا، وكان الذين وقعوا على الحكم الذاتي من الفلسطينيين في قطاره، فأقيم احتفال لياسر عرفات الرئيس للحكم الذاتي، ولما أن قدم سار تحت حراسة قوية من الفلسطينيين، وصفقوا له وألقيت الخطب، وكان لهذه الغادرة، ولكن حماسية حماس لم يوافقوا على تصرفاته تلك ذلك لأن أريحا وغزة لا تقنعهم عن القدس والمسجد الأقصى وسائر فلسطين المحتلة، وكان للرئيس نظرة وهو أن مالا يدرك كله لا يترك كله، ولسان حاله يقول: هذا الذي حصلنا عليه أولًا والثاني في الطريق، وقد يكون ذلك نظرًا وجيهًا لما كابده أهالي فلسطين بعد مرور تسع وعشرين تمامًا من طردهم، وقد أفرج لذلك الصلح عن بعض السجناء من أهالي فلسطين، ولكن سوريا ومن كان على خلاف مع إسرائيل لم يخضعوا للصلح.
[سقوط عدن]
لما أن كان في يوم الخميس ٢٩/ ١ استولى اليمن الشمالي على الجنوبي بعدما أحرقت الشمالية مطار عدن وأعدمت ودمرت وقتلت النساء والأولاد، وضربوا مصفاة الزيت، ودمرت جميع مضخات المياه، ووصلت الحال باليمن الجنوبي إلى أن