المطلع شديد، وإن هذا النبأ يقتضي أمورًا منها أنك قد فرقت بين مجتمعين طالما اجتمعا، وثانيًا له أولاد ويلحقهم بذلك خجل، وثالثًا يفارقها بغير طلاق فيكون عار زواجها وأثمه عليك، وكل هذا في ميزانك غدًا، والناقد بصير فكوني على يقين لتنالي السلامة في الدنيا والآخرة، فارتعدت هذه العجوز بعدما خجلت وأخبرته بحقيقة الأمر بأنها لما عنفَّت عليها بالكلام لم تجد عقوبة لها أنكى من هذه الدعوى، فقام عليها بالعصا وطفق يضربها ضربًا شديدًا، وطردها خاسئة حسيرة، وأمر الرجل أن يذهب إلى أهله.
[ذكر تأسيس بيت آل رشيد]
لما قتل الإمام تركي بن عبد الله رحمة الله عليه، وكان ابنه فيصل في القطيف ومعه جنوده من قبائل شتى، رحل قافلًا الى الأحساء لما علم بهذه الفادحة، وكان الذي أخبره بها زويد فأخفا الخبر عن الناس وأحضر لديه رجالًا من الرؤوساء وأخبرهم أنه لا بد له من أخذه بثأر أبيه فبايعوه على طاعة الله ورسوله وعلى السمع والطاعة، فرفع فيصل راياته وجنوده وجمع أصحابه وجنوده فسار إلى الرياض.
ولما قرب منها نزل بجنوده وثوروا من البارود حتى كان له دوي عظيم وانقضاض فخرج إليه وفد منها يطلبون منه ألا يأذن بالدخول إليها لغير أهلها من الجنود لأنه إذا هجم عليها النجديون من غير أهل الرياض قد يقاومهم الأهالي ليمنعوهم من احتلالها فيحدث قتال في البلد فتولد المحنة محنة أشد منها، وكان مع فيصل رجل يدعى عبد الله بن علي بن رشيد طرده أمراء حائل المعروفون بآل علي، فلاذ عبد الله بآل سعود، فلما هم الجنود بالدخول إلى الرياض لأنهم أهله، هموا بالدخول من دون قتال لأن أهلها كانوا من حزب تركي.
وكان مشاري بن عبد الرحمن القاتل لخاله تركي والعياذ بالله قد تحصن وامتنع وظن أنه لا يطيقه أحد من البشر، وما علم أن الله ليس منه ملاذ ولا مفر، فيا بئس الفعلة منه، من قريب ابن اخته وابن عمه، فحصل من عبد الله بن علي بن رشيد