لما أن كانت حركة السيارات لا تزال في ازدياد وكثرت حوادث السيارات بسبب الزحمة واختلاطها بالمارة من الرجال والنساء والأطفال، فإن الحكومة أيدها الله رأت أن تجعل خطوط دائرية تحف منتهى كل مدينة لتخفيف هذه الخطوط من الزحمة في المدن، وكان لهذه الخطوط أكبر الفضل على الحركة والمشاة، وما زالت المصنوعات الحديثة تتطور حتى أنشأت الحكومة الفرنسية طائرات تسمى سابقات الصوت، فكانت هذه الطائرة بصوتها العالي الرفيع إذا مرت فإن البصير لا يكاد يدركها لسرعتها مع ضخامتها، وكانت تقطع مسافة ثلاثة مراحل للإبل في دقيقة واحدة، ولقوة صوتها فإنها تكاد أن تحطم النوافذ والأبواب إذا مرت من حواليها، وتغلق المسامع بأصواتها التي تغلب على الرعد الصواعق فسبحان الله العظيم.
وفيها يوم الثلاثاء في ٢/ ٥/ ١٤١٦ هـ وفاة الشيخ سليمان العبيد، وهذه ترجمته:
هو الشيخ العالم رئيس شؤون الحرمين الشريفين ذو الأخلاق الكريمة، والأفعال المستقيمة، سليمان بن عبيد بن سلمي، كان دمث الأخلاق، حسن السيرة، أديبًا كريمًا متواضعًا، ولد عام ١٣٣١ هـ في قرية البدائع في منطقة القصيم بلد أبيه، ولما بلغ من العمر سِن التمييز بعثه والده إلى مدرسة أهلية في البدائع، فتعلم القرآن الكريم، ومبادئ الخط والحساب، وكانت المدارس إذ ذاك أهلية، فنشأ نشأةً حسنة، ورباه والده تربية طيبة في ملازمة الصلوات الخمس واجتناب الرذيلة، وطلب الفضيلة كسائر أبنائه، ولما رأى والده ميله إلى طلب العلم، وعلو همته بحيث لم يكن في إخوانه علماء مثله بعث به إلى ملازمة الشيخ عمر بن محمد بن سليم في مدينة بريدة، وملازمة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، فأخذ عنهما وأسكنه في حجرة مسجد ناصر بن سيف الذي يتولى إمامته الشيخ عمر بن محمد، وأوصى به صديقنا حسن السيرة ألا وهو صهرنا ونسيبنا زوج الأخت عبد الله بن علي الحمادا، كان