وإذا النساء نشأن في أميةٍ ... وضع الرجال جهالةً وحمولا
ليس اليتيم من انتهى أبواه من ... هم الحياة وخلفاه ذليلًا
فأصاب بالدنيا الحكمة فيها ... وبحسن تربية الزمان بذيلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له ... أمًّا تخلت أو أبًا مشغولا
إن الشاعر المصري أحمد شوقي قد أخذ بعض كلامه من قول الشاعر الحكيم:
ليس اليتيم الذي قد مات والده ... إن اليتيم يتيم العلم والأدب
وقد روي أن القاضي أبا يوسف رحمه الله كان يغتزل الشعر مع أمه ففقدته أمه فإذا هو يذهب إلى أبي حنيفة النعمان بن ثابت لأخذ العلم عنه، فأتت والدته إلى النعمان تطلب منه أن يتخلى الابن عن طلب العلم ويشاركها في طلب المعيشة بالغزل فقال لها الإمام: دعي ابنك وشأنه فإنه سيأكل الفالوذج بصحن الغيروزج مع الخليفة، فلم تذهب الأيام والليالي حتى كان مرةً إلى جانب هارون الرشيد يأكل من مائدته ويقدم له هارون الفالوذج بصحن الغيروزج فتبسم أبو يوسف والخليفة ينظر ثم قال: أخبرني ما الذي يضحكك يا أبا يوسف؟ فقال: حتى نفرغ من الأكل فلما غسل يديه أخبره بمقالة أبي حنيفة رحمه الله، فترحم الخليفة على الإمام أبي حنيفة وقال: هو العلم يرفع الله به درجات.
رجعنا إلى ما نحن فيه بصدده، ففي هذه السنة قام الملك فهد بن عبد العزيز يغير جملة من الوزراء، وأبدلهم بآخرين، وإقالة وزير المعارف عبد العزيز بن عبد الله بن خويطر، وإقالة وزير التعليم العالي عبد الله بن عبد المحسن بن تركي، وجعل مكانه غيره، ونقل الأول إلى وظيفته، وإقالة مدير الجمارك وأبدل بسواه، وإقالة عبد الملك بن عبد الله بن دهيش رئيس مدارس البنات العام، وإقالة وزير الإعلام علي الشويعر، وابدل بسواه، وإقالة وزير الحج والأوقاف عبد الوهاب عبد الواسع، وإقالة وزير المالية أبا الخيل، كما أن هناك وزراء أبدلوا بغيرهم، أما وزير الدفاع وإمارة الرياض وسائر الأمراء فلا يزالون في مناصبهم.