إلا أن يكر عليهم العدو فيصبحوا صرعي على ظهر الأرض كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية آمنا بالله.
وقد حدثني والدنا السعيد وكان قد حضر الواقعة قال: لما انهزمنا لا يلوى أحد على أحد كان من بين المنهزمين رجل ظفر بمزود فهو حامله على ظهر جمله يقول ما أحلاك من يوم فسمعه آخر مثخن بالجراح يئن على ظهر جمل مشدودًا فأجابه بقوله على أناس من أناس.
[ذكر أزواج حسن وأبنائه]
كان له زوجتان وهما الجوهرة ومزنة بنت جار الله وله خمسة بنين، صالح ومهنا وسليمان وعبد الرحمن وعبد العزيز.
فأما صالح فهو الفارس الشجاع الذي انتهت إليه إمارة بريدة بعدما استولى عليها عبد العزيز بن سعود، وقد شوهد منه شجاعة وبسالة وكفاءة في حرب البكيرية، وكشف بأهل القصيم جيش ابن رشيد وعساكر الأتراك، واستمر في إمارته حتى جرى منه ما يوجب عزله بعد سنتين، وقتل أخوه مهنا وكذلك لم تمتد أعمار عبد الرحمن وعبد العزيز، أما سليمان فقد عاش إلى زماننا هذا، وكان لحسن خمس بنات أيضًا.
[ذكر من قتل فيها من الأعيان]
وهم خلق كثير، ولكن نذكر الأعيان زامل بن عبد الله أمير عنيزة المشهور، وقد كانت إمارته تزيد على ثماني عشرة سنة، وقتل معه أبناؤه عبد العزيز وغيره وأخوه علي بن سليم، سليمان بن ناصر بن جربوع قدس الله روحه ونور ضريحه، وهو أخو زعيم بريدة المشهور، بل كان زعيمًا عظيمًا، دحيم بن علي الرشودي وهو أخو فهد الرشودي الرجل المشهور، وكان دحيم هذا من الأعيان والرؤوساء، حسن بن مهنا الأمير، عودة بن حسن آل عودة، وكان من آل أبي الخيل وقد قتل أبوه في سنة قتل مهنا لأنه قام يطلب بثأره فقتل معه.