علي بن مرشد الصالح كان رحمه الله بارًا صالحًا تقيًا ومقره القصيعة بلدة أبيه مرشد، محمد بن علي بن مرشد بن المتقدم ذكره.
عثمان العريني كان فتى همامًا له إقدام ومقره قرية تدعى، وكان له فيها نخيل وعقار وقد أحاطه بسور وجعل للسور بابين شرقيًا وغربيًا فالشرقي باب الديرة نسبةً إلى جهة بريدة، والغربي باب البر إشارةً إلى أنه إلى جهة البرية وكان مشهورًا مذكورًا.
عبد العزيز بن عبد الله المهنا أخو محمد الأمير، سليمان بن أحمد آل رواف كان من المشاهير الأعيان وهذا أخو عبد الله بن أحمد الرواف، عبد الله بن عثيم كان مشهورًا وأبناؤه وأقربائه في موضع الشماس شمالي بريدة، عبد الله التويجري كان موضعه في قرية القصيعة وكان مشهورًا، حمد بن سعيد.
وممن قتل فيها من الأعيان أبناء ناصر العجاجي، وكانوا خمسة كلهم فضلاء، وهذه أسمائهم: محمد بن ناصر، وعبد الله بن ناصر، وإبراهيم بن ناصر، وعبد الرحمن بن ناصر، وإبراهيم بن ناصر، وكل هؤلاء شريف من العرب ذوي الأحساب، فأما عبد الرحمن بن ناصر العجاجي فإنه كان زاهدًا ورعًا تقيًا وله مقامات في الزهد عجيبة، وكان مقبلًا على الله والدار الآخرة معرضًا عن الدنيا، طالب علم عاملًا، وله كتاب الفصول في قيام ليالي رمضان، وهذه الفصول موجودة تداولها الأيدي، وقد كان مصنفها رحمه الله ليس له اعتناء في النحو والصرف والشعر فلذلك يرى في فصوله شيء من القصور، وأظنه لا يعتني بالإعراب أنما جل مقصوده الوعظ والتذكير، وقد حدثنا من رآه مرة في المقبرة فالتفت يمنةً ويسرةً فلما لم ير أحدًا تجرد من ثيابه، وكان قد لبس تحتها أكفانًا، فنزل في قبر وتمدد فيه وجعل يبكي ويحاسب نفسه، مالك تفعلين كذا لم تعصين الله وهو يراك، وتأكلين المتشابه، وقد تكرر ذلك منه عدة مرات فرحمة الله عليه، وهذا والله كمال العقل أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ويتأهب لذلك المصرع الطويل، أما بقية القتلى فلا يحضرني الآن ذكرهم.