كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان

ثم دخلت سنة (١٣٩٠ هـ) - رياح تجتاح باكستان - ج: 6 - ص: 141

لقدومه إحدى وعشرين طلقة ونصبت هناك أقواس النصر وسار موكبه عبر شوارعها المحتشدة بالجماهير على امتداد الشوارع التي تعلوها عبارات الترحيب بجلالته بين طلبة المدارس والمعاهد والكليات والجامعات وكانت ساعة مشهودة وقد عزفت الموسيقى مرات للسلام والترحيب وكان قد عهد لولي العهد خالد بن عبد العزيز بتصريف أمور الدولة فترة غيابه وقد شملت هذه الزيارة بعد ماليزيا كلا من أفغانستان وإندونيسيا والجزائر وفق الله المسلمين للتعاون والتعاضد والتكاتف، وكانت مساعي فيصل هادفة لنشر الإسلام في سائر جهات الأرض وقد نجحت.

[رياح تجتاح باكستان]

ولا حول ولا قوة إلا بالله عصفت إعصارات على باكستان الشرقية وكان ضحيتها خمسة عشر ألفًا وتسعمائة وثلاثة وأربعون شخصًا ألقتهم صرعى على وجه الأرض وهذا الإعصار الرهيب يعتبر أسوأ كارثة تعرضت لها الباكستان وقد صاحب هذا الإعصار موجة عالية اجتاحت جزيرة هاني حتى ذكرت الأنباء أن نصف سكان الجزيرة قد هلكوا وذكر الهلال الأحمر في باكستان الشرقية أن نصف مليون شخص هم الآن في حاجة للعون لإبقائهم على قيد الحياة فقامت الأمة من سائر الأقاليم تجمع لهم المساعدات من ألبسة وحليب وتبرعات نقدية لشراء أطعمة وملابس وبادرت سويسرا بطائرة محملة بمواد الإغاثة من الصليب الأحمر.

أن الباكستان الشرقية استهدفت لقوارع الزمان فقد أصيبت أيضًا في ٢٢ جمادى الأولى من هذه السنة بهزة أرضية دامت عشر ثوان كما أنه أصيب أربع عشرة مقاطعة من ١٩ مقاطعة منها بالفيضانات ويقدر عدد الذين تضرروا بالفيضانات بما يقرب من نصف مليون وآخر ذلك الحرب التي وقعت بينها وبين الهند بعد ذلك وسيأتي ذكرها فيما بعد إن شاء الله تعالى.