للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر واقعة جودة (١) سنة ١٢٨٧ هـ

قد تقدم ذكر شيء من انهزام أهل الأحساء، وذلك بتدبير الحيل من العجمان الذين لا يزالون منابذين للإمام للأوغاد التي في صدورهم قبل ذلك.

ولما قرب الأمير محمد بن فيصل إلى جودة، وجد أخاه سعودًا قد سبقه إليها، فنزل محمد وجنوده بالقرب منها، وكان قد انضم مع سعود خلائق كثيرة من العجمان وآل مرة ومعه المبرز وأحمد بن الغنيم بن خليفة وابن حبيل.

فما كان إلا قليل حتى نشبت الحرب بين الفريقين، وتقاتلوا قتالًا شديد، وذلك في اليوم السابع والعشرين من رمضان، فحصلت خيانة من العربان الذين مع محمد بن فيصل والعياذ بالله وهم سبيع، وانقلبوا علي أصحابهم ينهبونهم، فصارت الهزيمة على محمد بن فيصل وجنوده فانهزم جيش الإمام وقتل من الجيش خمسمائة مقاتل، من أعيانهم عبد الله بن بتال المطيري ومجاهد بن محمد أمير بلد الزلفي وإبراهيم بن سويد أمير بلد جلاجل وعبد الله بن مشاري بن ماضي من رؤساء روضة سدير، وعبد الله بن علي آل عبد الرحمن أمير بلد ضرما، وقتل من أتباع سعود عدد كبير وقبض سعود على أخيه محمد بن فيصل وأرسله إلى القطيف فحبسه هناك.

ولم يزل في حبسه ذلك إلى أن أطلقه الأتراك في السنة التي بعدها.

واستولى سعود ومن معه على ما كان مع أخيه محمد من السلاح والقوات والركاب والأمتعة، وكانت شيئًا كثيرًا، وهذا يعد ظفرًا ونصرًا مؤزرًا، وأقام على جودة بعد هذه الواقعة، وكتب إلى رؤساء أهل الأحساء يأمرهم بالقدوم عليه والمبايعة، فقدموا عليه هناك وبايعوه.


(١) نسبة إلى جودة الماء المعروف.