عزَّ وجلَّ في وحيه الذي أنزله على بعض أنبيائه: قل لقومك لا تلبسوا ملابس أعدائي. فهذه الملابس التي ذكرها هي ملابس الإفرنج بالذات كما أنني رأيت له كلامًا في مسبة الوهابيين، ومن هم الوهابيون؟ أيكون المقتدون بشريعة محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يرمون بالألقاب السيئة وتشوه سمعتهم! كما أنني رأيت له كلامًا في مسح الحجر الأسود، وأنه يؤخذ منه جواز التبرك بالأحجار وقد نبهته على ذلك برسالة فلعله رجع عن رأيه فهذه بعض أشياء انتقده بها أئمة الجرح والتعديل وإنا لنشكره على ما بذله في خطبه من النصيحة والإرشاد وهداية الخلق جزاه الله خيرًا ونسأل الله أن يغفر له ويتجاوز عنه.
[رحلتنا إلى الجهة الشمالية الغربية]
في هذه السنة قمنا من مدينة بريدة برحلة نحو تبوك ومدائن صالح ومدين بلاد شعيب بصحبتنا بعض الرفقة قال الله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١)} وقال تعالى: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاويَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (٤٥)}.
لقد قمنا في الساعة العاشرة تزيد ٤٥ دقيقة من شروق الشمس يوم الجمعة ثاني رجب (١٣٩٢ هـ) الموافق ١١ أغسطس آب (١٩٧٢ م) نسير في طريق المدينة المنورة ولما أن كنا محاذين لقرية الحناكية أدركتنا صلاة الجمعة هناك فملنا إلى اليمين لندرك صلاة الجمعة، فعنّ لنا أن نتجاوز إلى النخيل لزيارة بعض الأحبة هناك، وكانت الطريق إذ ذاك غير معبدة وكانوا أهل بادية على فطرهم وقد هاجر إليهم بعض من أهالي القصيم لأن الموضع قابل للزراعة ولمن كان يحب العزلة والوحدة فبتنا في ذلك الموضع واجتمعنا بالأمير وبعض الأحبة فوجدنا لديهم شوقًا ومحبة جزاهم الله خيرًا ومن الغد سرنا إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وبعد الصلاة في مسجد الرسول وزيارته وزيارة صاحبيه رضوان الله عليهما سرنا إلى جهة تبوك حيث كانت المسافة من نفس المدينة إليها ستمائة وأربعة