للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدعوى أن رجلين من الحكومة الليبية فجرا طائرة أمريكية منذ خمس سنوات ولم تتوصل الحكومة الأمريكية إلى الحقيقة إلا قبل فرض الحصار على ليبيا، وقد طلبت تسليمهما إليها ولقد امتنع معمر القذافي عن تسليمهما، وطالت المراهنات بينهما، وذلك لأن أعمال الرجلين قد تكون عن إرادة القذافي كمنتقم من أمريكا التي ضربت ليبيا فيما سبق فأحب أن يشفي غيظه بتدبير منه لهذين الرجلين وبتسليم الرجلين للتحقيق معهما تنكشف الحقائق، وبما أن أمريكا وهي الدولة العظيمة القوية تستطيع أن تعمل ما تشاء بليبيا فقد فرضت الحصار عليها ووضعت طائراتها من الرحلات مع أشياء أخرى، إلى أن تخضع ليبيا للتدابير الأمريكية، وفي كلام الحكمة: "لا تخاصم من إذا قال فعل"، وكان القذافي لما ضايقته أمريكا قبل الحصار عرض عليها أن يسلمهما للجامعة العربية، وقد أصبحت الطائرات جاثمة في مطار ليبيا، ولو تكلم التاريخ بصراحة القول لكان الأولى بالقذافي تسليمهما للتخلص من براثن الأسد، ولكنه أظهر عناده لما ينجم عن ذلك من المسؤوليات وإدانته بتسليمهما أمام أمريكا، وبما أن فرنسا وبريطانيا حليفتان لأمريكا فإنها لم تتكلم بكلمة واحدة، وقد حصلت مظاهرات في الهند، فقد قام مائتا ألف متظاهر هناك من أجل فرض الحصار على ليبيا، ولكن ثم ماذا تعني تلك المظاهرات في الهند، ولقد كانت تضرب الأمثال في حكمة أمريكا وسير أعمالها بحيث لم تستطع الدول الأخرى أن تقف في وجهه، لا سيما وهي التي أخضعت العراق وجعلت الرئيس صدام كدب حائر في شقٍ من الأرض لا يستطيع حيله ولا يهتدي سبيلا، ودمرت قواته وأصبح تحت سيطرتها ولولا أن عين الأسد حمراء لما خضعت العراق، وكانت تحت رحمة أمريكا.

[حادثة من الحوادث]

لما أن كان في ظهر يوم الأحد ١٧/ ١٠ ألقي القبض على السفير السعودي في اليمن بأن دخل رجل يحمل قنبلة يدوية ومسدسين على خفية متذرعًا بالسلام على