وضربت الموانئ وسدت طرق البحر ولم يبق منفذ للأتراك غير طريق مكة، فعند ذلك كلفت الحكومة التركية الحسين بن علي مرة ثانية بإرسال الجنود إلى عسير، فأرسل الحسين ابنه فيصلًا إليها من مكة، فلما سار وبلغ قوز الشاهد أقام به، وكان على مسافة ثلاثين كيلو مترًا من القنفذة، وحصلت وقائع لم تنتج نتيجة تذكر، وعاد فيصل بن الحسين إلى الحجاز بدون جدوى.
[ذكر وفاة الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ]
ففي الليلة السادسة من ذي الحجة في الساعة السادسة منها توفي الشيخ وهذه ترجمته:
هو الإمام العالم العلامة الحبر النبيل والفاضل الجليل العارف الأوحد المحقق البارع المدقق سيف الله على أعناق المبتدعين وسهمه الصائب لأفئدة المارقين، الحبر الثقة اليقظ النبيه الشهم الملهم المتقن الحافظ المجتهد الزاهد العابد الورع، مفيد الطالبين ذو العقل الفائق والرأي الصائب الرائق.
ولد في مدينة الرياض سنة ١٣٨٠ هـ ونشأ بها نشأةً طيبة، وكان له معرفة تامة في علم الحديث والتفسير والفقه، أخذ العلم عن أبيه الشيخ عبد اللطيف، وأخذ عن أخيه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وأخذ الفقه والنحو عن الشيخ حمد بن فارس وغيرهم، وما زال يتقدم في العلوم النقلية والعقلية حتى كان آية في الفهم والذكاء والحفظ والفطنة تضرب الأمثال به في الذكاء والشهامة والحفظ، ولما كان في سنة ١٣٢١ هـ، ولاه الملك عبد العزيز القضاء في الرياض فاستمر في هذه الوظيفة إلى أن توفاه الله تعالى:
وكان له مجالس في التدريس كثيرة زاهرة بالعلم، وكان هينًا لينًا مهابًا سمحًا كريمًا متحببًا ومفيدًا للطالبين قويًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نهاية الأمة ولا يخاف في الله لومة لائم، له قوة وإقدام وشهامة وهيبة، وكان زاهدًا في الدنيا لا يذكرها ولا تدور في ذهنه، وله مكارم أخلاق وحسن عشرة ووفور حلم وغزير فطنة.