للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر الحركة والتقلبات في القصيم]

لما نقل صدقي باشا إلى الشحية وعسكر فيها جرى شقاق وحركة في القصيم وانقسم أهل القصيم إلى ثلاثة أقسام: قسم مع ابن سعود، وقسم مع الدولة، وقسم مع ابن رشيد، ولما أن رأى ابن سعود ما تفتق من الشر نفض يديه وتركه بين هذين العدوين ميمنًا نحو الرياض، فعندها قام الفريق الأكبر من أهل القصيم وهم الذي يؤثرون ابن سعود وسيادته وأرسلوا إلى أمير الكويت مبارك بن صباح يطلبون منه أن يتوسط بين أهل القصيم وابن سعود، فإنهم لا يريدون سواه ملكًا، ومبارك وإن كان الصديق الأقرب لابن سعود فإن استيلائه على هذه الممالك أحدث له خوفًا أن يمد ابن سعود يده إلى ملكه، كيف لا وملك نجد إذا ما استولى على القصيم واجتاز الحفر لا يقف على حد دون الخليج، وقد أحسَّ ابن سعود من مبارك انقلابًا في نيته.

ولما طلب منه أهل القصيم أن يتوسط بالصلح اغتنم هذه الفرصة لينفي التهمة عن نفسه، وبعث إلى عبد العزيز يظهر أنه الصديق الأعظم له، ويشير عليه أن يعود إلى القصيم، وأن يعفو عن أهله لأنهم مخلصون له ولا يبغون سواه ملكًا.

وهذه كبوات الشيخ مبارك

فنقول لما امتدت فتوحات ابن سعود وطلع نجم سعده حسده مبارك وقام يريد استرضاء الدولة لما كانت ناقمة عليه قتله أخويه، فسعى في استرضائها ومصالحة حليفها ومخلصها عبد العزيز بن متعب بن رشيد، وكان يظهر الصداقة لابن سعود ويكاتب سرًا ابن رشيد، فأرسل إليه رسلًا تحمل كتب التودد والولاء بينه وبينه، وإنه عقد صلحًا معه تم أخر هذه السنة، وكان كاتب ديوان الشيخ مبارك غير موفق، فقد جرى سر ذلك مكشوفًا، وذلك بأنه لما كتب مبارك مرةً إلى ابن رشيد هذا الكلام: إني متكدر جدًا من أعمال ابن سعود، وقد جرت الأمور في نجد على غير ما اشتهى، أما الآن فأنا وإياكم عليه