وأخذ عنه صالح الضبيعي، وغير هؤلاء خلق كثير وجمّ غفير، وقد ألبس الله تلامذته ثوبًا من الوقار، ومن الطبقة الأولى صالح بن إبراهيم آل فوزان، وصالح بن كريديس، وعبد الله بن إبراهيم الباحوث، وعلي بن يحيى، وسليمان بن ثويني، وصالح اللهيمي، وعبد العزيز بن مديهش، وانتفع بعلمه القاصي والداني، فنسأل الله تعالى أن يجبر المصاب بفقده.
[ذكر ما جرى عليه من الأمور وثقته بالله العزيز الغفور]
فنقول لما كانت هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان وقنطرة عبور لا موضع حبور اقتصت حكمة أحكم الحاكمين أن يمتحن أوليائه ليميز الخبيث من الطيب، فكان هذا العالم العظيم قد كابد في عمره أهوالًا تشيب لها النواصي وتعجز عن حملها الجبال الرواسي.
فأول ذلك فتن سعود بن فيصل وما جرى في ذلك الشقاق من المحن وترادف الدواهي والمحن، يروع بها المسلمون ساعة بعد ساعة، وتذهب الأوقات في الإضاعة، وبعدها فتن آل مهنا وعدم الركون إلى الأمن والراحة، وكثرة الزلازل وتشتت الهم وانكساف البال، وفشوا الباطل والضلال، ذلك لكثرة المكائد، وقلة المساعد وتوفر المخالف والمعاند، وعدم من يفيد في تلك الشدائد حتى أصبح أهل الدين مرَّوعين، وبأثواب المذلة متقلبين، أضف إلى ذلك كثرة الهرج والطوارئ وخوف الأعادي من كل حاضر وبادي، وتطور الأحكام على الأنام، وغلبة الجهال والطغام، مع فرقة الإخوان وتكدر الأذهان، حتى كان لكلٍ شوكة وأعوان، وقد اضطرته الأحوال إلى أن يغادر وطنه ويفارق عشيرته وسكنه، ثم بعد ذلك واقعة المليداء وقدوم محمد بن رشيد يتهدد ويتوعد، وبعدها مقاسات أولئك الأمراء الجورة والولاة الظلمة الفجرة، وآخر ذلك ولاية ابن متعب التي طمت الوادي والقرى.