لما كان في يوم الأحد ٢٧/ ٤ أعيدت الجلسة لتكون ثنائية، ولم يحضر بقية الوفود، وقد نال مندوب سوريا من رئيس وزراء العدو وهاجمه مهاجمة، بأن هذا الوزير كان معرفًا قبل الوزارة أعني إسحاق شامير بأنه إرهابي وغير مستقيم، وكانت اليهود لا تزال في تعنتها، فلهذا لم تظهر نتيجة تذكر لهذا المؤتمر، غير أن رؤساء الدول الخمس يتنبئون بأن يسفر ذلك المؤتمر عن خير وسلام، ولكن أين الخير والسلام والأمور لا تزال متعقدة وإسرائيل في حال هذا المؤتمر تقيم احتفالات ليهود السوفييت، ويقيمون لهم مستوطنات في الجولان، كما أنها في قتال عنيف في جنوب لبنان، وأيضًا كانت تذيق الفلسطينيين أنواع العذاب في فلسطين، وآخر شيء أغلقت المسجد الأقصي عن المسلمين ومنعوهم من الصلاة فيه أمور لا يحلها مؤتمر ولا شبيه مؤتمر، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وله تمام القدرة والحكمة لا لغيره، ولا إله سواه، ومن العجائب أن المساعي نحو تحرير المسجد الأقصى قد باءت بالفشل.
وفيها في ٣٠/ ٤ أصيب الجنوب من المحيط الهادي بزلزال شديد وتضرر ما حوالي تلك المنطقة.
كما أن في الفلبين أصيبت بفيضان عظيم تأذى منه الأهالي، لأنه حصل بدون استعداد له، فقد سقط ألوف من القتلى وشرد عشرات الألوف من السكان الذين تهدمت مساكنهم وسقطت بيوتهم، وأصيبوا في أموالهم، وذلك لما طغى الماء في تلك الجهة بقدر لم يعهد مثله، والأمر أعظم مما ذكر، وكانت الأمة هناك لما رأوا ما نزل بهم، شردوا على وجوههم لا يلوي أحد على أحد، وكان هذا الفيضان كثيرًا ما يصيب ما حوالي البحر، فقد روى الثقات أن بحر جدة فاض ذات مرة فدخلت المياه البيوت وكاد أن يغرق بعض السكان، وتضررت الفرش والمكاتب في بعض جهات جدة، ولا تنسى فيضان الماء في مدينة بريدة عام ١٣٨٣ هـ بحيث سقط لذلك