سرى نعيه في الأرض حتى اقضها ... وطاف بها لون من الحزن يكمد
نعاه ضحى الاثنين لا كان من ضحى ... فكل ضحى قد حالف الحزن أسود
فلم يبق من لم يحترق لوفاته ... ولم يبق من لم يخترمه التوجد
سل الجود كم أعطى وصدق واثقى ... وكم من يد أسدى تنافسها يد
سل العفوكم قد صير الخصم مخلصًا ... وماتت به كل السخائم والحقد
وكم قد عفى وهو القدير على الأذى ... ولكن نفس الحر بالعفو تسعد
وكم من صفات فيه كانت كريمة ... سيذكرها في الخالدات له الغد
عليه من الرحمن رحماته التي ... يفوز بها العبد الشكور الموحد
وقد أطنب في المديح ولما أن ذكر صفات الراحل أخذ في مديح اللاحق فقال:
وإنك أنت اليوم عاهل أمة ... تناهت ولاء منك والله يشهد
تعهدتها بالصالحات ومن يكن ... لامته يومًا يذبها التودد
لها منك عطف سابغ وتعهد ... ومنها لك الحب الوطيد المؤكد
وما الملك إلَّا العطف والعفو والتقى ... بذلك أوصانا النبي محمد
وكم أسر العطف القوب وكم عنا ... له كل جبار فغيظ الهند
فسر نحو ما تصبو وأنت موفق ... وشعبك للحب المقيم يجدد
يمينك في مسعاك فيصلك الذي ... هو اليوم في دنيا السياسة سيد
ولدت مع الملك العظيم سعوده ... وإنك أنت اليوم فيه المقلد
يباريك منَّا الحب فاستكمل الذي ... بناه العصامي الفقيد المخلّد
[مقدمة]
وقال الأستاذ المعروف ضياء الدين رجب عضو مجلس الشورى هذه المرثية الرائعة التي جادت بها قريحته:
لا ينطوي المجد يا صمصامة العرب ... ولا يقيم الهدى في غمرة الحقب