صنعتها أمل التاريخ ناطقة ... عظائما أن تغب والله لم تغب
سباقة ركزت في الشهب رايتها ... أعظم به موكبًا في داره الشهب
ست وسبعون قد أودعتها حقبًا ... ضاقت بها سير الأجيال في الكتب
موصولة بالمعاني الغر واصلة ... مجد العروبة والإسلام في النسب
توحدت هدفًا واستنجزت أملًا ... كنت المناط له في وحدة العرب
هذي ظلال المنى في الخلد وارفة ... زمرًا يقول لم أسلفت من قرب
وذي جموع الأسى أورثتها حرقًا ... ما بين مضطرم واه ومضطرب
تلفتوا ولهول الرزء جلجلة ... وللفجيعة فتك السمر والقضب
واستنطقوا مجدك الغالي فطمأنهم ... منك الصدى في وريث الملك والحسب
شاموا محياك طلقًا في طليعته ... شاموا النجابة في أعراقها النجب
تنوروك فما أقصتك قاصية ... ولا دلجت بك عنهم غفوة الحجب
هذا سعودك هذا سر مُنَجّبُه ... ابن نماه إلى الأمجاد خير أب
ورثته يقظة الراعي وحكمته ... وإنها في الجهاد الحر والدأب
وفي العدالة والرحمن ما جمعت ... لا في المظاهر والألقاب والرتب
فكان ما شئت آمالًا وتوصية ... وذاك مرجي الأماني البيض عن كثب
والفيصل العضب قد كانت ولايته ... للعهد أجمل مأمول ومرتقب
نجم السياسة لا زيف ولا ملق ... الواصل الأرب المرموق بالإرب
فيا سعود عزاء العرب قاطبة ... ما قد وليت من الأعباء والنصب
ومن يفز برضاء الله يكلؤه ... رضاه ثم رضاء الوالد الحدب
فطيب الله مثواه ومرقده ... بواكف الرحمات الهاطل السكب
وهذا آخر ما أردنا إيراده من القصائد التي رثي بها وقد تركنا غالبها خشية الإِطالة. ونرجع إلى ما نحن في صدده فنقول: لما كان في عصر يوم وفاة الراحل العظيم استقبل صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز بالقصر الملكي بالطائف وفودًا كثيرة من مختلف الطبقات لتقديم تعازيها لوفاة