عبد الله بن محمَّد بن دخيل وبقي مدة هو والشَّيخ محمَّد بن عبد العزيز بن مانع هناك في بلد المذنب وكانت إذ ذاك آهلة بالعلم وطلابه ذلك لما قام به الشَّيخ عبد الله بن دخيل من التعليم والتشجيع لطلابه بحيث حصلت نهضة على يديه في بلد المذنب وأقبل الطلاب إليه من كل جهة وصوب وبذلت الولائم وحصل للطلاب ما يساعدهم في بذل القوت. وهناك كانت محبة لله وزيارات من مدينة حائل حتَّى بلد المذنب. حدثني بذلك المترجم والشَّيخ عثمان بن حمد بن مضان وأخوه رجل الدين والخير محمَّد بن حمد بن عثمان. وقد سبق في ترجمة الشَّيخ عبد الله بن دخيل ما فيه كفاية. ثم رحل المترجم إلى الرياض ماشيًا على قدميه هو وبعض إخوانه يحملون متاعهم على حمار فأخذ عن الشَّيخ عبد الله بن عبد اللطيف وعن الشَّيخ إبراهيم بن عبد اللطيف، وأخذ عن الشَّيخ سعد بن عتيق كما أخذ عن الشَّيخ محمَّد بن عبد الله بن سليم وعن الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن سليم، وعن الشَّيخ عمر بن محمَّد بن سليم. أمَّا ولادته فكانت في سنة ١٣٠٠ هـ في خب الخلوة المذكور الكائن حوالي الدعيسة يقع غربي مدينة بريدة على مسافة ٧ كيلو. أمَّا المشعل الذي ينسبون إليه فإنَّه من أهالي حرمه بلد في سدير.
[ذكر الوظائف التي نالها]
كانت أول وظيفة قام بها أن جعل في عام ١٣٣٦ هـ قاضيًا في المستعجلة بمدينة الرياض فشغل هذه الوظيفة ثم طلب من المشائخ إعفاءه عن القضاء بين مشائخه ثم كان قاضيًا في نفي ثم نقل منها إلى دخنة ثم إلى الفوارة ثم إلى الشبيكية ثم إلى قضاء المذنب ثم إلى قضاء البكيرية. وكان في هذه الوظائف موضع الثقة والتقدير وكنت لمَّا تولى القضاء في البكيرية وأراد الذهاب إليها بناء على ما أسمعه منه من أَنَّه يحب سكناها ولو لم يتول وظيفة فيها. فقلت له: لقد حلمت وقرت الآن عينك فيها فأوصيك بنشر العلم فيها ولا تأل أن تكثر التعليم هناك فقال: الله المستعان وأن فلانًا