للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفاحشة وقد هلك الظالم والمظلوم وسيتولى الله الفصل بينهم ونحيل القارئ على حوادث عام (١٣٨٦ هـ)، وإن كان الموضع ضيقًا لا يتسع للبسط هنا وهناك.

[ذكر ياسر عرفات]

أما ما كان عن ياسر عرفات فقد ظل مذبذبًا تارة يتردد إلى روسيا وتارة يركن إلى الخميني الذي خدع الناس بثورته وبهرجته بادعائه أنه قام بثورة إسلامية عله يجد لديه حيلة في طرد إسرائيل ومناصرة منه لما هو يكابده من كونه زعيم التحرير الفلسطيني، فقد زار طهران وراح يوزع قبلاته المشهورة على وجوه قادة الثورة، وخاطب الخميني قائلًا إن ثورة إيران ليست ملكًا للشعب الإيراني فقط إنها ثورتنا أيضًا، فنحن نعتبر الإمام الخميني ثائرنا ومرشدنا الأول، وذلك لأنه في ١١/ ٢ / ١٩٧٩ م فبراير الموافق ليوم الأحد ١٤ ربيع الأول (١٣٩٩ هـ) تحولت سماء المخيمات الفلسطينية في بيروت والضواحي المحيطة بها إلى كتلة من النيران فقد أخذ الفلسطينيون والمواطنون اللبنانيون كذلك يطلقون العيارات النارية من مختلف الأسلحة بكثافة غير عادية ابتهاجًا بنجاح ثورة الخميني وكأنهم نسوا غدر الصدر بهم عندما انضم إلى الجيش النصيري عند دخوله لبنان حينما أمر منظمة أمل وعساكره التي تعمل في جيش لبنان العربي بالانضمام إلى جيش سوريا.

وتارة يذهب إلى حافظ الأسد وينخدع له.

وتارة تظهر له خيانته فيذهب إلى الحسين بن طلال ملك الأردن، وتارة يفاوض أمريكا وظل محل الحيرة من الفلسطينيين الذين تزعموه وآخر شيء قيل عن ياسر عرفات مسكين شعب فلسطين قد ابتلاه الله بقيادة ياسر عرفات وأمثاله، وقد نجح حافظ الأسد وقام بما عجزت إسرائيل عنه وذلك بشق منظمة التحرير الفلسطينية بحيث انشق الفلسطينيون بأنفسهم فكان جزء معه وجزء مع أبي موسى الذي استخفه حافظ الأسد وجعله يقاتل ياسر عرفات وأتباعه لما يريده الأسد من التحريش والضوضاء في لبنان حتى أصبح الفلسطينيون يتناحرون في لبنان