للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخذ عنه الأخ الفاضل صالح بن كريديس، وأخذ عنه أيضًا الزاهد عبد الله بن محمد أبا الخيل، وأخذ عنه أيضًا الشيخ عبد الله بن حسين أبا الخيل، وأخذ عنه غير هؤلاء جم غفير، وخلق كثير غير أنه لا يحضرني الآن أسماؤهم.

أما مشايخه الذين أخذ عنهم فمنهم والده الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن وجده عبد الرحمن بن حسن صاحب شرح التوحيد، وأخذ المترجم عن الشيخ حمد ابن عتيق وغيرهم.

[ذكر شجاعته ونباهته وصفته ومقاماته في الإسلام]

لما كان في أيام الحاكم عبد العزيز بن متعب كثرت الوشاية من المنافقين به عند الحاكم وأكثروا في مسبته فبعث إليه رسولًا ينهاه عن التدريس وقال للرسول أخبره أنا في غنًا عن تدريسه، فلما بلغه رسول ابن رشيد مقالته أجاب بقوله: أخبر الحاكم إني سأدرس وأعلم وأخبره أن الأمر من ها هنا ويشير إلى السماء: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [الأنفال: ١٥]، وكان يومًا من الأيام جالسًا في المسجد الجامع في الرياض فسمع غناء وأصواتًا من جهة الجنوب أتى بنغمتها هبوب الرياح فلما سمع ذلك وعظ الناس موعظة بليغة شفت وكفت ثم قام من فوره إلى ذلك النكر وخرج من الباب الجنوبي فأزال المنكر في لحظة.

وكان آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر لا يهاب الملوك ولا العظماء وذا هيبة ووقار وإجلال ولين جانب متوددًا إلى الناس كافة على اختلاف طبقاتهم لا يغضب إلا الله ولا ينتصر لنفسه، وكان بيته لا يخلو من عشرة أنفس إلى خمسين نفسًا من الغرباء الذين يفدون لطلب العلم ويطعمهم ويتفقد أحوالهم ويقوم بمصالحهم بنفسه، ولقد رحل إلى الأفلاج للأخذ عن الشيخ حمد بن عتيق، وأخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن عدوان، والشيخ عبد الله بن حسين المخضوب، وأخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمود، والشيخ عبد العزيز المرشدي، فمهر في الفقه والفرائض، والحديث؛ والتفسير وظهر أمره، ونيل قدره، وبعد وصيته وصار رفيع القدر وانتهت إليه الرئاسة في العلم والرأي والكرم.