وكان لا يوفر جانبه عمن قصده قريبًا كان أو بعيدًا ولا يدخر شفاعتها عمن اعتمده ضعيفًا أو شديدًا، وينتابه الأمراء والملوك والعلماء.
ولقد وعظ مرة في أحد المجامع الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وأغلظ في الموعظة كعادة آل عتيق في الصدع بأوامر الله تعالى لا يخشون إلا الله كائنًا من كان ومن عامل الله لم يفقد شيئًا، وكان فيما ذكر في الموعظة دخول الأجانب في المملكة واختلاط الطيب بالخبيث، فانبعث أناس من أهل الأغراض والقاصد وأوقعوا في مسبته لدى صاحب الجلالة الملك عبد العزيز رفع الله درجاته في الجنات العالية فأحدث ذلك له سرعة انفعال، وذهب الملك إلى الشيخ عبد الله يبدي له بعض ما صدر من المذكور وكيف يهاجم ولا يبالي عظمة السلطان، وكان قد غضب غضبًا شديدًا، وناهيك بالليث في ثورته، والضرغام في وثبته، فلما فرغ من كلامه تكلم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف قائلًا: يا عبد العزيز: احلم هداك الله فمن عادتك الحلم يا أبا تركي، واعلم بأن الشيخ سعد بن عتيق إنسان العين ولا نرضى أن يناله سوء فاستعذ بالله من الشيطان يا عبد العزيز، وإن كنت لا ترعى لنا حرمة ولا توقر العلماء فإن الله من فوق الجميع وما من يد إلا يد الله فوقها فسكن غضب الملك ونزل عن فرسه إلى الأرض وأبدى ندمه قائلًا: توكلنا على الله إئت بالقهوة يا شيخ، وجلس مطمئنًا وذهب ما في نفسه، ثم أن الشيخ عبد الله دعى بالشيخ بعد ذلك وحثه على الرفق.
ولو ذهبنا نتتبع مآثره ومحاسنه وفضائله لخرجنا عن المقصود، أما ولادته فقد ولد في الإحساء سنة ١٢٦٥ هـ، وقدم إلى الرياض ١٢٧٢ هـ، وقد قدمنا ذكر بعض تلامذته وإليك بقية منهم.
فممن أخذ عنه اسحق بن عبد الرحمن، وأخوه عبد العزيز، وأخذ عنه الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن داود، والشيخ عبد الله بن سليمان السياري، وأخذ عنه عبد الله بن حمد الدوسري، وأخذ عنه الشيخ سالم الحناكي، والشيخ محمد الحناكي، وأخذ عنه الشيخ عبد الرحمن بن عودان، وأخذ عنه الشيخ محمد بن عثمان الشاوي،