تقدمت سوريا وتمكنت من التمركز في مواضع الجولان ودارت معارك عنيفة وقامت دباباتها تخترق مواقع اليهود واحتلت عدة مواقع محصنة وجعلت بطاريات مدافعها المضادة للطائرات تصيب وتسقط واعترفت اليهود بأن القوات السورية قد استعملت دبابات تزيد على ما استعملت ألمانيا عندما غزت روسيا في الحرب العالمية الثانية، وما زالت مصر تتقدم حتى رفع العلم المصري فوق مناطق جديدة في سينا وذلك بعدما ركزت مصر ضرباتها في نحو العدو وكان وزير الدفاع في إسرائيل موشي ديان يتكهن في أول يوم من أيام الحرب بأنه بعد ست ساعات سيقضي على قوات العرب، ولما خاب ظنه أعلن بأنه بعد اثنتي عشرة ساعة سيقضي على قوات العرب، ولما لم يقع تكهنه أذاع بأنه سيقضي عليها قبل مضي ثلاثة أيام فلم يفلح، ولما أن أعلن القائد السوري إنذاره للسفن عن الإبحار في البحر الأبيض المتوسط أصدرت مصر تحذيرًا مماثلًا للسفن في أجزاء من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وقد أقفلت مطارات دمشق والقاهرة أمام الطيران المدني اعتبارًا من الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، ولما أن جرى ذلك قامت سيارات اليهود منتشرة في شوارع تل أبيب مزودة بمكبرات الصوت تحذر السكان بالبقاء داخل المخابيء وبالبقاء بعيدًا عن الشوارع وتجنب السفر إلى خارج المدينة وقامت صفارات الإنذار من الغارات الجوية تطلق بالإنذار وساد الرعب والذعر والخوف دولة اليهود وما زالت القوات السورية في قصفها وضربها حتى حررت بعض المواقع المحتلة ومنها موقع جبل الشيخ ونجحت قواتها من إيقاف هجوم العدو على مواقعها وانتقلت إلى الهجوم المعاكس واستمرت القوات العربية في تقدمها وإحرازها النصر المبين يحرقون ويدمرون طائرات العدو ودباباته وعرباته بحيث أسقطت العرب ستمائة طائرة للعدو ودمرت مئات الدبابات والعربات والمجنزرات والبطاريات والمدافع الإسرائيلية وأصبحت الطائرات الإسرائيلية محطمة على ظهر الأرض، واستمر القتال من ٦ أكتوبر (١٩٧٣ م) حتى آخر يوم ٢٢ من