اتفق في أيامه أن امرأة عجوزًا في إحدى قرى القصيم رأت في منامها آتيًا أتاها وقال: توبوا إلى ربكم أيها الناس وصوموا من الغد، فلما هبت المرأة من رقدتها آخر الليل صاحت بالجيران ومن حولها من العامة والنساء، وأخبرتهم فصام بعض أهل القرية وأمتنع آخرون، وتحير أناس لم يتسحروا، فقام مطوع القرية وبعث رسولًا إلى الشيخ عبد الله يستفتيه بذلك، وكانت المسافة قدرًا من ميلين، غير أن الرسول استطاع أن يجعلها ١٥ دقيقة، فلما كان بعد طلوع الشمس إذا به يستأذن على الشيخ في بيته مرعوبًا مدهوشًا، فأخبره بالقصة وشكى إليه هذه الواقعة، فتبسم الشيخ ضاحكًا متعجبًا وقال له: يا بني أخبر قومك بأن العبادات قد شرعت على لسان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ليس عجوزكم هي المشرعة، فأخبرهم أن لا يصوموا، فرجع رسول أهل القرية يسكنهم ويبشرهم وقد وافاه الفلول في منتصف الطريق فأخبرهم هو ورجعوا مطمئنين.
وكان كلامه مقبولًا عند الناس جدًا لما له من النية الحسنة، وقد قرر التوحيد في حلق التدريس وذكر الكفرات للمسلم إذا صدرت منه فقال: من دعا الأموات كفر ومن لم يكفر الكافر فهو كافر، فتكلم جاهل من العامة مع من يليه من الحضور فقال إذًا صار التكفير هدم جدر وإلقاء حيطان، فنقل الشيخ كلامه فعرض بذلك في التدريس من الغد وقال: إن هنا أناسًا لا يقرون تكفير الكفار، وإذا لم يكفر الكفار لكفرهم فهل تكفر الجمادات، نسأل الله العافية.
وكان يعبر الرؤيا فكان إذا جاءه من يقص عليه رؤياه عبّرها إن كانت حسنة وإن رأى صاحب الرؤيا مهمومًا لا رأى قال: يا سبحان الله إذا لعب الشيطان بأحدهم في منامه لم يعلم به أحد جاء يفضح نفسه.