للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورئيس لجنة الصدقات في مكة المشرفة عبد الوهاب، وكانت وفاته يوم عيد الأضحى، فالله المستعان.

[ذكر العرب مع روسيا]

قد أشرنا فيما تقدم أن ستالين زعيم روسيا قد جس نبض تشرشل في حمأة هذه الحرب الجوية الطاحنة بغية استئناف المفاوضات معه، وكان تشرشل قد ضاق ذرعًا بالغارات الجوية الألمانية، فقد أصيب البرلمان والمتحف بأضرار بالغة. . لندن تحترق وزالت مدينة كوفنتري من عالم الوجود، والمستقبل لا يبشر بخير، حتى أن تشرشل نقل الماغنا كارتًا نص الدستور البريطاني إلى كندا، ولما أن انتهت معركة الجبهة الغربية بانتصار ألماني ساحق، وخرج هتلر من هذه المعارك ظافرًا منتصرًا أدهش ذلك ستالين الذي لم يعقد مع هتلر معاهدة الدفاع المشترك إلا ليورطه في معارك طاحنة مع الدول الغربية تكون وسيلة لإضعاف قوى ألمانيا العسكرية، وتوزيع الجيش الألماني على جبهات متعددة طويلة الخطوط، فهتلر ظهر بهذا المظهر يقول لبريطانيا: هلمي بنا إلى كلمة سواء بيننا، فإما صلح وسلام دائم، وإما حرب وخراب دائم، كان ستالين يحترق غيظًا وحنقًا على هتلر في تلك الانتصارات الصاعقية الخاطفة وقلب ظهر المجن، وما كان هتلر ليتجاهل بأن ستالين إمام المذهب الشيوعي أفسق وأكذب سياسي عرفه العالم في التاريخ الحديث، ولكنه لما رأى رفض تشرشل مفاوضة النازين ساير ستالين وعامله معاملة ظاهرة ينوي تنفيذها وإن كان رفيقه بضدها، وكان الذي اكتشف نوايا ستالين بأنه يسعى لعقد تحالف مع بريطانيا وحلفائها هو الحاج أمين الحسيني، ورشيد عالي الكيلاني، لذلك قرر هتلر الهجوم على روسيا وتعبئة الجيش الألماني وحشده ضد ستالين، وأصدر أمره الرسمي رقم ٢٠ بتاريخ ١٠ كانون الأول ١٩٤٠ م إلى قادة جيوش الرايخ بلزوم الاستعداد للهجوم على روسيا الشيوعية الخائنة، وعقد الزعيم هتلر مؤتمرًا دعا إليه قادة الجيوش الألمانية وعلى رأسهم الجنرال فون براوخيتش رئيس أركان