للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

فمنهم محمد بن عبد العزيز، ففي صباح يوم الجمعة ١٦ ربيع الآخر عام (١٤٠٩ هـ) أعلن الديوان الملكي البيان وهذا نصه: (انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود، حيث وافاه الأجل المحتوم صباح اليوم الجمعة الموافق ١٦/ ٤/ ١٤٠٩ هـ بمدينة الرياض عن عمر يناهز الثمانين سنة ساهم خلالها مع والده مؤسس هذه المملكة بالكثير من الأعمال الجليلة التي كان يقوم بها والده رحمه الله للتوحيد وتوحيد استقرار المملكة وسيصلى على سموه ظهر يوم السبت ١٧/ ٤/ ١٤٠٩ هـ في جامع الملك عبد العزيز بالمربع في مدينة الرياض نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون). وهذه ترجمته: هو الأمير الشجاع الباسل الشهير والعلم الظهير والسميدع الخطير الذي رجفت هيبته القلوب ومزق الأعادي في الغرب والشرق والشمال والجنوب صاحب السمو الملكي محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن مقرن القائد المحنك أمير المدينة المنورة سمي بذلك لأنه هو الذي تولى فتحها، كان شعلة نارية مهيبًا متقدمًا وله نفوذ وقدر عظيم ولما أن توفي والده كان سامعًا مطيعًا لأخيه الملك سعود بأرائه خاضعًا لتدابيره وكتب له التاريخ صفحة في الوفاء والذكر الحسن، ولما جاءه دوره لولاية العهد بعد الملك فيصل تركها لأخيه خالد بن عبد العزيز لأنه كان شقيقه.

ولد المترجم عام (١٣٣٠ هـ) في مدينة الرياض وأدخل والده إحدى المدارس الأهلية حتى شب ونشأ في تربيته كأنجال عبد العزيز، وكان صارمًا فتاكًا ولينًا وثوبًا شوهد منه في ملاحقة الدويش وجاسر بن لامي وابن حثلين لما فروا إلى الكويت والعراق والتجأوا إلى الكابتن كلوب المفتش الإداري هناك، وكان والده ينهاه عن أن يخاطر بنفسه وعمره إذ ذاك ثماني عشرة سنة غير أنه ما كان له أن يخلد إلى السكينة حتى يقبض على العدو، فزحف برتل من السيارات على مضض من